More

    واشنطن تراجع قيود تصدير رقائق إنفيديا للإمارات قبيل زيارة ترامب

    تدرس الإدارة الأميركية تخفيف القيود المفروضة على صادرات شركة “إنفيديا” للإمارات، وذلك قبيل الزيارة المرتقبة للرئيس دونالد ترامب إلى الخليج في منتصف أيار/مايو، وسط توقعات بإعلان محادثات ثنائية رسمية في هذا المجال.

    ونقلت وكالة “بلومبرغ” عن مصادر مطلعة – طلبت عدم كشف هويتها – أن النقاش داخل وزارة التجارة والبيت الأبيض يزداد زخماً، دون اتخاذ قرار نهائي بعد، وذلك بالتزامن مع ضغوط متزايدة لإعادة النظر في القواعد التي تقيّد تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي للإمارات.

    وتأتي هذه التطورات قبيل دخول “قاعدة نشر الذكاء الاصطناعي” حيّز التنفيذ في 15 أيار/مايو، والتي تقيد تصدير الشرائح إلى نحو 100 دولة، بينها الإمارات. ومن المتوقع أن يؤكد ترامب خلال زيارته دعم بلاده لأبوظبي كشريك استراتيجي واستثماري رئيسي في المنطقة.

    لقاءات رفيعة وتحركات خلف الكواليس

    وبحسب ما تسرّب من معلومات، فقد طرح ترامب خلال اجتماع داخلي تساؤلات حول جدوى منع تصدير الرقائق لدولة يُسمح لها بشراء مقاتلات “إف-35”. ويُعتقد أن هذا التغيير في الموقف جاء عقب لقائه في مارس الماضي مع الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني الإماراتي.

    وتسعى الإمارات لتكريس شراكتها مع واشنطن من خلال التزامات استثمارية ضخمة، إذ أعلنت خلال زيارة طحنون نيتها ضخ ما يصل إلى 1.4 تريليون دولار خلال العقد المقبل في قطاعات تشمل الطاقة، أشباه الموصلات، الذكاء الاصطناعي، والتصنيع داخل الولايات المتحدة.

    وقد ساهمت هذه الالتزامات في تسريع النقاش داخل الإدارة الأميركية، خاصة مع استحواذ شركة “سيلفر ليك” – التي تُعد “مبادلة” الإماراتية من أبرز مستثمريها – على حصة الأغلبية في شركة “ألتيرا” التابعة لـ”إنتل”. وتشير مصادر إلى أن واشنطن تدرس دعوة أبوظبي لزيادة استثماراتها في “إنتل”، ضمن مسعى أوسع لإعادة توطين صناعة الرقائق.

    إنفيديا: القيود تُضعف التنافسية

    في هذا السياق، دعا الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا”، جنسن هوانغ، الإدارة الأميركية إلى مراجعة القيود التصديرية، معتبرًا أنها تُضعف قدرة الشركات الأميركية على المنافسة وتمنح الصين فرصة التقدّم. وأضاف خلال مؤتمر في واشنطن أن العالم تغير منذ إقرار قاعدة التقييد الحالية في 2023، والتي تفرض على الشركات الأميركية الحصول على ترخيص خاص لتصدير الرقائق إلى الإمارات.

    تغير المسار بعد فوز ترامب

    وكانت إدارة بايدن قد بدأت محادثات لصياغة اتفاق خاص بالذكاء الاصطناعي مع الإمارات، يسمح بتصدير الرقائق مقابل ضمانات أمنية مشددة، إلا أن فوز ترامب في الانتخابات أدى إلى تجميد هذه المفاوضات، مع تزايد التركيز على مسارات ثنائية أكثر مرونة.

    في المقابل، تعوّل أبوظبي على عهد جديد من التعاون مع واشنطن، حيث قال وزير الذكاء الاصطناعي الإماراتي، عمر العلماء، في مقابلة حديثة إن بلاده لم تعد “مجرد لاعب آخر” بل شريك رئيسي في صناعة التكنولوجيا. فيما أكد رئيس شركة “جي 42”، بينغ شياو، أن الإمارات تُحرز تقدماً ملموساً في الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

    نظام بديل قيد الدرس

    وتفيد تقارير بأن إدارة ترامب تدرس حالياً تعديلات على “قاعدة نشر الذكاء الاصطناعي”، تتضمن إلغاء النظام الحالي القائم على مستويات تصدير متفاوتة، واستبداله بمتطلبات ترخيص موحدة. ومن شأن هذا التغيير أن يفتح الباب أمام اتفاقات ثنائية مرنة، لكن التفاوض حولها قد يكون معقداً وشائكاً.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img