داخل خيمة مهترئة على أطراف أحد مخيمات النزوح بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، تجلس الطفلة لانا الشريف متشبثة بما تبقى من طفولتها بعد 19 شهرا من حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال، عاشت خلالها صدمات قاسية وأفقدتها معظم حقوقها.
فلم ينجح القميص الوردي الذي ترتديه الشريف وطبع عليه شخصية “ميكي ماوس” الكرتونية في إضفاء قليل من الفرحة على ملامحها التي بدت مثقلة بالحزن بعدما وُشم جسدها بندوب بيضاء أشبه بمرض “البهاق” وفق تقدير أطباء بغزة.
وعبر مرآة صغيرة، تتأمل الطفلة الشريف شكلها الذي غيرته حرب الإبادة المتواصلة إذ غزا شعرها “الشيب الأبيض” وهي لم تتجاوز سنواتها العشر بسبب تعرضها للخوف الشديد.
وتقول لوكالة “الأناضول” بصوت يلفه الحزن: “كنت قبل الحرب حلوة”، في إشارة إلى تأثر حالتها النفسية بهذا المرض الذي لم يستجب للعلاج بغزة، معربة عن أملها بالسفر للخارج لاستعادة ملامحها الطفولية، كما أكد لها أطباء حاجتها إلى ذلك.
والأسبوع الماضي، قالت متحدثة منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، إن أكثر من 10 آلاف و500 مريض في غزة بحاجة لإجلاء طبي عاجل، بينهم 4 آلاف طفل، تحول الإبادة المتواصلة دون مغادرتهم من القطاع.
ويواصل الاحتلال ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلا كافة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الحرب حتى الآن أكثر من 172 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.