More

    ضجيج المعركة يسبق غبارها… “كباش” في بعلبك ومنازلات بين أبناء العائلة والبيت الواحد

    تتسارع الاستعدادات السياسية والادارية والعائلية في بعلبك – الهرمل لليوم المشهود، الأحد المقبل، للإنتخابات البلدية والاختيارية التي تُعتبر محكاً حقيقياً لمدى نفوذ القوى السياسية التقليدية، وفي مقدمها “حزب الله” وحركة “أمل”، في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية العميقة التي واجهتها المحافظة ولاسيما منها تداعيات العدوان الاسرائيلي الأخير.

    وكان الحزب والحركة أعلنا عن لوائح موحدة في معظم بلدات بعلبك – الهرمل، تنفيذاً للاتفاق الموقع بين الطرفين عام 2010. وقد شكلا لجاناً محلية لتقييم الأوضاع في البلديات واتخاذ قرارات بشأن تشكيل اللوائح أو دعم خيارات العائلات، مع التركيز على التوافق والتزكية حيثما أمكن. وفي هذا السياق، فازت 22 بلدية بالتزكية.
    يُذكر أن الحزب يعمل على تعزيز دوره في البلديات من خلال دعم المشاريع التنموية والخدماتية، خصوصاً في غياب الدعم الحكومي وتوقف تحويلات الصندوق البلدي المستقل.

    للمرة الأولى، تشهد بلدة طفيل الحدودية شرق بعلبك، عملية انتخابية داخل نطاقها، إذ أن الناخبين من أبنائها البالغ عددهم 1200، اقترعوا في استحقاق الانتخابات النيابية عام 2022 في بلدة معربون. وعلمت “النهار” أن الأمن العام اللبناني أنشأ مركزاً ظرفياً في البلدة، بهدف ضمان سهولة دخول المقيمين داخل الأراضي السورية في بلدات عسال الورد وحوش عرب وغيرها، ممن يحملون الجنسية اللبنانية.
    وتجدر الاشارة الى أن صناديق الاقتراع كانت ترسل إلى بلدة طفيل سابقاً، إما بالطوافات العسكرية وأما على ظهر الحمير والبغال.

    العائلات والعشائر: بين التوافق والتنافس

    تلعب العائلات والعشائر دوراً محورياً في الانتخابات البلدية في بعلبك – الهرمل. وفي العديد من البلدات، تُبنى التحالفات الانتخابية على أساس الولاء العائلي والعشائري، مع مراعاة التوازنات الطائفية والسياسية. وفي المناطق المختلطة، يتخذ التنافس طابعاً أكثر تعقيداً، إذ تسعى القوى السياسية إلى تحقيق توافق حقيقي مع العائلات بتفادي فرض مرشحين عليها والعمل على اختيار الأجود من بين مرشحين قدمتهم هذه العائلات، وفقاً للكفاءات المهنية والعلمية.

    في المقابل، تسعى القوى المعارضة لـ”الثنائي الشيعي” إلى تحقيق اختراقات في بعض البلديات مثل بعلبك، الهرمل، شمسطار وبدنايل، مستفيدة من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالمنطقة. ويشير المعارضون إلى تدهور الخدمات الأساسية والى الإحباط السائد صفوف المواطنين، ما يزيد من الضغط على القوى السياسية الحاكمة. ويؤكدون أن إخفاق “الثنائي” في تحقيق إصلاحات تنموية جذرية قد يؤدي إلى تراجع تأييده الشعبي.

    بعلبك: ساحة تنافس حامية

    تُعد مدينة بعلبك من أبرز ساحات التنافس في الانتخابات المقبلة، فهي تجمع بين التنافس الطائفي والعائلي والسياسي، وتتواجه فيها لائحتان: “تنمية ووفاء” المدعومة من “حزب الله” و”أمل”، و”بعلبك مدينتي” التي تضم شخصيات مستقلة مدعومة من الكتلة السنية. وشهدت المدينة في الأيام الاخيرة توترات مذهبية بين مؤيدي اللائحتين. وعلم أن اجتماعاًعقد في هذا الصدد بين القيمين على اللائحتين، بعيداً من الأضواء، تركز النقاش فيه على إبعاد الصبغة المذهبية عن المعركة وتهدئة النفوس.

    وتتجه الأنظار في نهاية الأسبوع، نحو “الكباشات” التي قد يشهدها بعض البلدات، في ظل تداخل العوامل العائلية والطائفية والسياسية، وتحديداً في:

    • بدنايل وشمسطار حيث تتنافس لائحة “الثنائي” مع لوائح عائلية مستقلة.
    • دورس: تشهد تنافساً بين لائحتين تضمان مسيحيين وشيعة ومجنسين، إحداهما مدعومة من “الثنائي” والأخرى من “القوات اللبنانية”.
    • إيعات ومقنة: تواجه لائحة “الثنائي” لوائح عائلية. وعلمت “النهار” أن أحد المسؤولين الأمنيين طلب تعزيز وجود الجيش في مراكز الاقتراع في مقنة نظراً الى احتدام المعركة.
    • يونين: تتميز المعركة بطابع عائلي شرس، مع وجود خلافات ثأرية بين عائلتي درة وزغيب.
    • الهرمل: تتنافس لائحة “الثنائي” مع لوائح عائلية مستقلة.
    • عرسال: تشهد معركة بين ثلاث لوائح.

    منافسات حزبية في البلدات المسيحية

    • شليفا: بين لائحتي “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”.
    • القدام: لائحتان من “القوات اللبنانية” والعائلات.
    • رأس بعلبك: تشهد تنافساً بين لائحة “القوات” من جهة ولائحة تضم تحالف “التيار الحر” وشخصيات مستقلة.
    • جديدة -الفاكهة: تتنافس لائحتان على خلفية حل المجلس البلدي السابق نتيجة استقالة الأعضاء المسيحيين بسبب عدم مراعاة التمثيل المسيحي. تشكل الانتخابات البلدية والاختيارية في بعلبك – الهرمل محطة مفصلية في مسار العمل البلدي والتنمية المحلية. هي فرصة للمواطنين للتعبير عن تطلعاتهم واختيار ممثلين قادرين على تلبية حاجاتهم وتحقيق آمالهم. ويبقى الأمل معقوداً على أن تسفر هذه الانتخابات عن مجالس بلدية فاعلة، تعمل بجدية وإخلاص من أجل خدمة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img