في ظل تصاعد جرائم العدو ضد الشعب الفلسطيني، وفي وقت تتعرض فيه غزة والضفة الغربية بما فيها القدس لحرب إبادة ممنهجة، أحيت سفارة دولة فلسطين لدى فرنسا الذكرى السابعة والسبعين لنكبة فلسطين، تحت شعار “77 عامًا: النكبة مستمرة”، وذلك بالتعاون مع بلدية مدينة “فيتري سور سن”، وبمشاركة رسمية وشعبية فرنسية وعربية عبّرت عن تضامنها الكامل مع نضال الشعب الفلسطيني.
وشكّلت المناسبة محطة لتجديد التأكيد على أن النكبة ليست حدثًا من الماضي، بل واقعًا مستمرًا يتجسد في التهجير، والاستيطان، والتطهير العرقي، والحصار، والعدوان المستمر، وسط صمت دولي مريب وعجز المجتمع الدولي عن وقف الجرائم المتواصلة بحق الفلسطينيين.
وافتتح رئيس بلدية “فيتري سور سن”، بيير بيلوك، الفعالية بكلمة عبّر فيها عن تضامن بلديته مع الفلسطينيين، وأشاد بصمودهم على أرضهم في مواجهة الاحتلال، مجددًا الالتزام الأخلاقي والإنساني للمدينة بدعم حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
من جانبها، أكدت سفيرة فلسطين لدى فرنسا، هالة أبو حصيرة، أن النكبة ليست ذكرى، بل واقعٌ مستمر ومتجدد منذ أكثر من قرن، يقوده مشروع استيطاني استعماري هدفه اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه ومحو هويته. واعتبرت أن ما تشهده غزة اليوم هو امتدادٌ مباشر لهذا المشروع، حيث تُرتكب أفظع الجرائم بحق المدنيين، من مجازر جماعية إلى استهداف منهجي للبنية التحتية والحياة اليومية، وسط صمت دولي وتواطؤ بعض القوى الكبرى.
وحمّلت أبو حصيرة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الجرائم المرتكبة، مؤكدة أن ما يجري في غزة يرقى إلى جريمة إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عملية لوقف العدوان، ومحاسبة دولة الاحتلال على جرائمها، ووقف سياسة الكيل بمكيالين.
من جهته، اعتبر عضو مجلس الشيوخ الفرنسي عن منطقة “فال دو مارن”، أكلي ميلولي، أن المسؤولية الأخلاقية والسياسية تقع على عاتق الدول الكبرى التي تمتلك وسائل الضغط على إسرائيل، داعيًا إلى اتخاذ خطوات عملية مثل فرض العقوبات وقطع العلاقات مع دولة الاحتلال لوقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.