More

    نيس تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات وسط غياب أميركي لافت

    تستضيف مدينة نيس الفرنسية، الأحد، “مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات” بحضور نحو خمسين رئيس دولة وحكومة، من بينهم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في ظل غياب الولايات المتحدة التي قررت مقاطعة المؤتمر.

    ويهدف المؤتمر، الذي يستمر حتى 13 حزيران/يونيو، إلى حشد الجهود الدولية لحماية المحيطات، وسيركز على قضايا رئيسية مثل التعدين في قاع البحار، والمعاهدة الدولية لمكافحة التلوث البلاستيكي، وتنظيم الصيد المفرط.

    ماكرون: قمة لحشد الجهود المناخية

    قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مقابلة مع صحيفة “أويست فرانس”، إن القمة تهدف إلى “حشد الجهود في وقت يتم فيه التشكيك في قضايا المناخ من قبل بعض الأطراف”، معربًا عن أسفه لغياب الولايات المتحدة، رغم امتلاكها لأكبر مجال بحري في العالم.

    وفي خطوة أثارت الجدل، قرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في نيسان/أبريل الماضي فتح المجال أمام التعدين في المياه الدولية للمحيط الهادئ، متجاوزًا “السلطة الدولية لقاع البحار”، رغم عدم مصادقة واشنطن على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

    أهداف طموحة… ومخاوف من الفشل

    تسعى فرنسا إلى جمع 60 مصادقة على معاهدة حماية أعالي البحار خلال المؤتمر، ما سيسمح بدخولها حيّز التنفيذ. ووفق السفير الفرنسي لشؤون المحيطات، أوليفييه بوافر دارفور، فإن عدم تحقيق هذا الهدف قد يُعتبر “فشلًا” للمؤتمر.

    المعاهدة التي تم اعتمادها عام 2023 ووقّعتها 115 دولة تهدف إلى حماية النظم البيئية البحرية في المياه الدولية، وقد صادقت عليها حتى الآن 28 دولة فقط والاتحاد الأوروبي.

    صيد جائر وتلوّث بلاستيكي

    تسعى فرنسا أيضًا إلى توسيع التحالف الداعم لتجميد التعدين في قاع البحار، الذي يضم حاليًا 33 دولة. كما يُرتقب أن تناقش الوفود معاهدة مكافحة التلوث البلاستيكي، التي ستُستأنف مفاوضاتها في آب/أغسطس بجنيف، إلى جانب تعزيز الجهود لمحاربة الصيد غير القانوني والمفرط.

    وتُعدّ المحيطات، التي تغطي أكثر من 70٪ من سطح الأرض، من أقل القطاعات تمويلًا ضمن أهداف التنمية المستدامة، رغم أنها تشهد موجات حر غير مسبوقة تهدد الحياة البحرية.

    التمويل في الواجهة

    ورغم تأكيد قصر الإليزيه أن القمة “ليست مؤتمرًا لجمع التبرعات بالمعنى الدقيق”، تأمل كوستاريكا، المشاركة في استضافة المؤتمر، جمع 100 مليار دولار لتمويل التنمية المستدامة للمحيطات.

    وقال براين أودونيل، مدير منظمة “كامبين فور نايتشر”: “لقد أنشأنا أسطورة تقول إن الحكومات لا تملك الأموال لحماية المحيطات، لكن الحقيقة أن الأموال موجودة، والإرادة السياسية هي المفقودة”.

    إجراءات أمنية وتوصيات علمية

    تم نشر نحو 5 آلاف عنصر من قوات الأمن لتأمين القمة التي لا تواجه تهديدًا محددًا، بحسب السلطات الفرنسية. ومن المقرّر أن يعرض على الرئيس ماكرون خلال زيارته توصيات المؤتمر العلمي الذي سبق القمة، إلى جانب مقياس “ستارفيش” الجديد الذي يرصد حالة المحيطات.

    وفي خطوة استجابةً لضغط المنظمات البيئية، أعلن ماكرون فرض قيود جديدة على صيد الأسماك بشباك الجر في بعض المناطق البحرية المحمية، بهدف تعزيز حماية النظم البيئية البحرية.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img