اعتبر الخبير الإسرائيلي في قانون حقوق الإنسانوقوانين الحرب مايكل سفارد، أن الحرب التي بدأتها “إسرائيل” على إيران، لن تمحو جرائمها في غزة، وعمليات الإبادة المستمرة.
واعتبر الخبير سفراد، في مقال له بصحيفة “هآرتس”، أنه لا يوجد تفسير عسكري لهذا التدمير، الذي يعد من الناحية القانونية جريمة سافرة، تساندها أساليب التجويع واستخدام المساعدات الإنسانية سلاحا لتنفيذ عمليات تهجير السكان.
واعتبر أن “إسرائيل تبنت رؤية عالمية تقضي بحل كل مشكلة بالقوة، وأصبح شعبها جماعة معجبة بالعنف والوحشية، ويحتقر الحوار والتسوية”.
وأضاف “مثلما ارتُكب التطهير العرقي في مساحات واسعة من الضفة الغربية تحت وطأة ضجيج الحرب في غزة، هناك الآن خطر كبير من أن تكثف الحكومة وتيرة جرائمها في غزة”.
وعبر سفارد عن مخاوفه في أن تقضي الحرب مع إيران، على المعارضة الدولية والمحلية الضئيلة، لعمليات التطهير العرقي والقتل الجماعي في غزة.
وقال إن على أجيال من الإسرائيليين أن يعيشوا مع وصمة “قابيل” التي ألصقوها بأنفسهم، من خلال أفعالهم التي “تعتبر في أحسن الأحوال جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وفي أسوأ الأحوال تثير شبهات الإبادة الجماعية”.
ورأى أن لا ضرورة لهذه الحرب مع إيران، وهي تهدد بجر الشرق الأوسط إلى صراع طويل وكارثي.
ووصف الإسرائيليين بأنهم يعيشون تحت تخدير شعارات متعجرفة، وتقارير تتحدث عن تصفية القيادة العسكرية الإيرانية، وغارقون في نشوة عسكرية.
واستغرب الخبير سفارد اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر الذي عقد ظاهريا لمناقشة “صفقة رهائن”، لكنه في الواقع وافق على شن الحرب، واصفًا ذلك بأنه خداع، وقال إن “إسرائيل” تستخدم المحتجزين وسيلة لتحقيق غاياتها، وإنها تتلاعب بمشاعر عائلاتهم المرهقة.
ومنذ فجر الجمعة، بدأت “إسرائيل” هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين، وردت إيران على ذلك بقصف مئات الأهداف والمنشآت الإسرائيلية، حيث بلغت حصيلة القتلى منذ بدء الهجوم الصاروخي 24 قتيلا إسرائيليا وأكثر من 600 جريح.
يتزامن ذلك مع مواصلة “إسرائيل”، حربها التدميرية في قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر 2023، عبر مجازر مستمرة وعمليات نسف للمنازل والتجمعات السكنية، بالتوازي مع استهداف متصاعد في مراكز المساعدات الإسرائيلية الأمريكية، وتشديد الحصار وفرض التجويع.
