More

    أزمة السفر البحري: رحلات محدودة من لبنان إلى قبرص والأنظار تتجه مجددًا إلى مرفأ جونيه

    في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتعطّل حركة الطيران، خصوصًا مع إلغاء رحلات في المنطقة بسبب الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، برزت مؤخرًا محاولات لإحياء خطوط السفر البحري بين لبنان وقبرص، رغم العقبات التقنية والإدارية القائمة.

    ففي الأيام الماضية، انتشرت في قبرص إعلانات عن تسيير رحلات بحرية أسبوعية، تنطلق من لارنكا وليماسول كل يوم اثنين باتجاه مرفأي بيروت وطرابلس، وتغادر مجددًا في الاتجاه المعاكس أيام الجمعة. وتُقدّر كلفة هذه الرحلات بنحو 3000 يورو، ما يعكس حجم الطلب رغم محدودية الإمكانات.

    في المقابل، نفت مصادر بلدية في جونيه ما يُشاع عن تسيير رحلات منتظمة من مرفأ جونيه السياحي، وأوضح عضو المجلس البلدي فادي فياض في حديث لـ”النهار” أن “الرحلات القائمة حاليًا تتم عبر يخوت خاصة تنطلق من مارينا ضبية باتجاه لارنكا، وهي تابعة لشركات خاصة حائزة على موافقات حكومية، لكن عدد الركاب محدود جدًا”.

    وأضاف فياض: “بسبب الوضع الراهن، ارتفع الطلب على هذه الرحلات، فيما لم تحصل جميع اليخوت على تصاريح للخروج، وبالتالي ارتفعت الأسعار”، مؤكدًا أن مرفأ جونيه لا علاقة له بهذه الحركة، وأن البلدية تتابع منذ أكثر من عقد بالتعاون مع جمعية “أصدقاء المدينة” تطوير هذا المرفق.

    مشروع متعثر رغم الوعود

    وتعود محاولات إحياء مرفأ جونيه إلى عام 2009، حين أُطلقت أول باخرة إلى قبرص في عهد الوزير غازي العريضي، مع وعود بتوسعة المرفأ بقيمة 35 مليون دولار، تلتها خطط جديدة عام 2016 بتمويل تقديري بلغ 70 مليون دولار، لإنشاء حوض بحري حديث يستوعب سفن “ميغا كروز” بطاقة استيعابية تصل إلى 5000 راكب. لكن المشروع توقف بعد تخصيص 15 مليار ليرة فقط على مدى 3 سنوات بسبب الأزمة الاقتصادية.

    ويقول فياض: “رغم أن المرفأ يصنّف سياحيًا منذ عهد الرئيس فؤاد شهاب، إلا أن مركزَي الأمن العام والجمارك ما زالا غير مجهزين. وقد تم سابقًا ترميم صالة المسافرين وتشغيل المكيفات، لكنها ما زالت غير مؤهلة فعليًا”.

    إمكانية واقعية لإنقاذ الموسم السياحي

    بحسب فياض، فإن التواصل مستمر لتشغيل خط مباشر بين جونيه ولارنكا، خصوصًا أن الرحلة لا تستغرق أكثر من 4 ساعات، مشيرًا إلى أن “البواخر تتسع لـ250 راكبًا، وهناك طلب كبير على السفر إلى قبرص، كما أن لارنكا تستقبل 3 ملايين سائح سنويًا”.

    ويضيف: “إذا تم تجهيز المركزين الأمني والجمركي، يمكن تسيير الرحلات بشكل طبيعي، وبأسعار غير مرتفعة، ما يساهم في إنقاذ الموسم السياحي في لبنان، خصوصًا في ظل الوضع الأمني وتعطيل المطارات”.

    وفيما يتعلق بمشروع “إندفكو” الذي نال الموافقات اللازمة لإنشاء خط بحري بين جونيه وقبرص، أكد فياض أن المشروع جاهز تقنيًا، لكنه ينتظر استكمال تجهيز البنية التحتية الأمنية والجمركية.

    مرفأ الأحلام… والمراوحة

    وتحدث فياض عن “الحلم الكبير” بتحويل جونيه إلى مرفأ سياحي ضخم يستقبل سفن “كروز” تقل 3000 سائح، معتبرًا أنه “مشروع حيوي من شأنه دعم الاقتصاد وخلق فرص عمل”، داعيًا إلى تلزيم المشروع عبر نظام BOT ليعود لاحقًا إلى الدولة.

    وختم فياض بالقول: “نأمل أن يتحقق ذلك في عهد الرئيس جوزف عون، خاصة أن الأزمة الإقليمية الحالية تستدعي وجود مرفأ صغير يُتيح للسيّاح مغادرة لبنان في حال إغلاق المجال الجوي”.

    يُذكر أن القانون اللبناني يمنع خروج أي مركب إلى المياه الإقليمية من دون استيفاء شروط السلامة والأوراق القانونية، بالإضافة إلى أن دخول الأراضي القبرصية يتطلب الحصول على سمة دخول مسبقة.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img