كشف تقرير للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن نحو 10% من أهالي قطاع غزة استشهدوا أو أصيبوا أو فقدوا خلال 293 يومًا من حرب الإبادة الجماعية الصهيونية.
وأوضح التقرير الذي أصدره المرصد الأورومتوسطي اليوم الخميس، أن نحو 50 ألف فلسطيني استشهدوا أو فقدت آثارهم تحت أنقاض المباني أو ما زالت جثثهم في الطرقات أو في مناطق حدودية أو مدمرة بالكامل ويتعذر انتشالهم.
كما أصيب نحو 100 ألف فلسطيني آخرين بجروح، غالبيتهم من المدنيين من الأطفال والنساء، فيما فقدت آثار حوالي 3000 فلسطيني بعد أن تم اعتقالهم من قطاع غزة، ولا يعرف مصيرهم بعد.
ووفق تقديرات المرصد الأورومتوسطي، يوجد ما لا يقل عن 51 ألف حالة وفاة منذ بدء الحرب ناتجة عن الحصار والحرمان من الرعاية الطبية وانهيار القطاع الصحي والنقص الحاد في الأدوية الأساسية ومنع السفر للعلاج في الخارج وتفشي الأوبئة والأمراض المعدية وانتشار المجاعة.
وبين أن معدل الوفاة الطبيعية في قطاع غزة قبل بدء جريمة الإبادة الجماعية كان يقدر بنحو 3.5 لكل ألف نسمة، وارتفع هذا المعدل إلى 22 لكل ألف نسمة خلال حملة الإبادة.
وقال إن الأمراض المعدية تستمر في الانتشار السريع بسبب نقص المياه النظيفة والاكتظاظ وانهيار البنية التحتية للصرف الصحي، وتراكم النفايات، وشح مواد التنظيف والتعقيم، والنزوح القسري المتكرر.
ومنذ بدء كيان الاحتلال جريمة الإبادة الجماعية، يعيش أهالي قطاع غزة تحت وطأة القصف المستمر وإطلاق النار وقذائف الدبابات والتدمير المنهجي والواسع للمنازل وغيرها من الأعيان المدنية والبنية التحتية الحيوية والاستهداف المتكرر لمراكز الإيواء وخيام النازحين.
وأدت الهجمات العسكرية المكثفة إلى تدمير وتضرر أكثر من 70% من المباني في قطاع غزة، وأجبرت أكثر من مليوني فلسطيني (من أصل 2.3 مليون) على النزوح قسراً، فيما تم تهجير غالبيتهم عدة مرات.
وجدد المرصد دعوته المجتمع الدولي لضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بما يشمل دخول العناصر الأساسية الغذائية وغير الغذائية الضرورية للاستجابة للوضع الكارثي الذي يعاني منه المدنيين.
كما دعا إلى ضرورة الضغط على كيان الاحتلال لإعادة تشغيل خطوط أنابيب المياه الرئيسية التي تصل إلى قطاع غزة، خاصة في شمالي القطاع، وضمان سلامة الفنيين لإعادة التأهيل لخطوط المياه وصيانة مرافق وخدمات الصرف الصحي.
وطالب بضرورة الضغط على الاحتلال لإدخال المواد اللازمة لأعمال الإصلاح وإعادة تأهيل البنى التحتية المدنية لتقديم الخدمات التي لا غنى عنها لحياة المدنيين في قطاع غزة، وإنقاذهم من خطر الكوارث الصحية.
وشدد على ضرورة وقف إطلاق النار الفوري والعاجل في قطاع غزة، مصحوبًا بتدابير لتمكين توزيع الإمدادات الطبية والغذاء والمياه النظيفة وغيرها من الموارد لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية.