More

    لبنان أمام إنذار أميركي جديد: نزع سلاح “حزب الله” أو الحرب

    العمل جارٍ على صيغة تحفظ ماء الوجه ولا تغضب واشنطن سابين عويس

    عاد لبنان إلى دائرة الضغوط الأميركية مع الرسالة التي نقلها المبعوث الخاص إلى سوريا توماس بارّاك إلى بيروت، حاملاً معه ورقة تحدد روزنامة لنزع سلاح “حزب الله”، تنفيذاً للقرار الدولي 1701، تحت تهديد واضح: إما نزع السلاح، أو الحرب.

    وتعيد هذه الورقة إلى الأذهان التهديد الذي حمله الموفد الأميركي ريتشارد مورفي قبل 37 عاماً، حين خيّر القوى اللبنانية بين انتخاب النائب السابق الراحل مخايل ضاهر أو الدخول في الفوضى. لكن هذه المرة، المعادلة أخطر وأكثر تعقيداً، إذ تتعلق بمصير الأمن الوطني ومكانة لبنان في المعادلة الإقليمية والدولية.

    مراوحة سياسية ومواقف لفظية

    رغم خطورة التهديد، لا تبدو السلطة اللبنانية قادرة على اتخاذ خطوات تنفيذية واضحة. وتشير مصادر مطّلعة إلى أن لجنة مستشاري الرؤساء الثلاثة تعمل على إعداد موقف موحّد، يُقدَّم كردّ على الورقة الأميركية، مع الحرص على صياغته بطريقة لا تتضمّن التزامات تنفيذية مباشرة، بل تبقى في إطار التعهدات اللفظية.

    وترتكز الخطة على ربط أي جدول زمني لنزع السلاح بانسحاب إسرائيلي متزامن من الأراضي اللبنانية المحتلة وتسليم الأسرى، أو حتى أن يسبق الانسحاب تنفيذ أي التزامات لبنانية.

    مراهنة على كسب الوقت

    يُدرك “حزب الله” وشركاؤه خطورة المرحلة، لكنهم لا يزالون يراهنون على كسب الوقت، وسط تقليل من شأن التهديدات الأميركية والإسرائيلية. وتهدّد واشنطن بوقف أي دعم مالي للبنان، سواء لمشاريع إعادة الإعمار أو لبرنامج محتمل مع صندوق النقد الدولي، الذي تتحكم بمفاتيحه السياسية.

    أما من الجانب الإسرائيلي، فالتهويل يتصاعد مع اتساع نطاق الاعتداءات، في إطار تلويح بفرض القرار بالقوة العسكرية.

    صيغة لبنانية قيد الإعداد

    بحسب مصادر اللجنة الرئاسية، فإن العمل جارٍ على بلورة صيغة رسمية تصدر عن الرؤساء الثلاثة، تؤكد التزام لبنان بقرار مجلس الأمن 1701، مع الإبقاء على التفاصيل خاضعة لما يفرضه الدستور والقوانين. وكمثال على هذا النهج، يُذكّر المصدر بالمصادقة على اتفاق وقف إطلاق النار وخطة انتشار الجيش في الجنوب، والتي تمّت سابقاً دون إصدار قرارات جديدة من مجلس الوزراء.

    وتعتبر هذه الصيغة “مخرجاً محترماً” يحفظ مصلحة لبنان، ويجدّد في الوقت ذاته مطالبة إسرائيل بالانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة، بما فيها مزارع شبعا وقرى الغجر.

    من يمسك قرار السلاح؟

    رغم الاعتقاد الواسع بأن قرار “حزب الله” بشأن السلاح مرتبط بطهران، تشير مصادر متابعة إلى أن القرار “أصبح لبنانياً بالكامل”، وأن الحزب بات جزءاً من الاتصالات الجارية وسلّم مهمة التفاوض إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، من أجل إيجاد صيغة ترضي الحزب، تحفظ ماء وجهه دون أن تُغضب واشنطن

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img