كشف تحقيق أجرته وكالة “أسوشيتد برس” أن متعاقدين أمنيّين أمريكيّين، لحماية مواقع توزيع المساعدات التابعة لـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، استخدموا الرصاص الحي، وقنابل صوتية، وغاز الفلفل، ضد فلسطينيين يحاولون الحصول على مساعدات إنسانية. كما تم تمرير معلومات عن هؤلاء المتجمعين إلى الجيش الإسرائيلي.
وأفاد المتعاقدان اللذان تحدثا للوكالة شريطة عدم الكشف عن هويّتهما، أن بعض زملائهم كانوا “غير مؤهلين ومدجّجين بالسلاح”، وأن إطلاق الرصاص كانت يحدث “في الهواء، على الأرض، وأحياناً على المتجمّعين”، وأسفر عن إصابة شخص واحد على الأقل، في حين وثّق البعض استخدام 37 قنبلة صوتية، و27 قذيفة مطاطية ودخانية، و60 عبوة رش بالفلفل خلال أسبوعين.
كما نقل المتعاقدان أن المتواجدين في المواقع من موظفي المؤسسة كانوا يوثقون هوية كل من يعتبر “مشتبهًا به”، ثم ينقلون ذلك مباشرة إلى الجيش الإسرائيلي. وقد لوّح الجيش بأن إطلاق الرصاص كان يُستخدم “لتحذير المدنيين”، رغم إقرار التحقيق بأن “المدنيين الأبرياء يصابون بشكل خطير وبدون أي مبرر”.
وتظهر مقاطع الفيديو التي حصلت عليها الوكالة مشاهد صادمة: فلسطينيون يحاصرون بوابات معدنية مضغوطة وسط إطلاق رصاص وقنابل صوت وغاز، مع مشاهد أشخاص يسقطون، وعبارات بالإنجليزية تقول: “أعتقد أنك أصبت واحدًا”، وصرخات كـ”جهنم، يا ولد”.
وبحسب بيانات داخلية، أصيب المتجمّعين في 31% من عمليات التوزيع خلال حزيران. وسُجّل تعرّض البعض لإصابات طفيفة ناجمة عن صوت القنابل، فيما كانت هناك حالة واحدة لجرح بسبب إطلاق حي.
ونفت “سيف ريتش سوليوشنز” – المزودة للخدمات اللوجستية والأمن لمواقع “غزة الإنسانية” – أي إصابات نتيجة إطلاق نار مباشر على المتجمّعين، قائلة إن ما حدث كان في بداية توزيع المساعدات فقط لأغراض “ضبط الحشود”.
ويشير التحقيق إلى أن منظومة التوزيع تُستخدم بشكل وهمي لأهداف رقابية، حيث تُبث التسجيلات من كاميرات مزودة ببرامج تعرف وجوه داخل حاوية قرب معبر كرم أبو سالم، يعمل فيها محلّلون أمريكيون وجنود إسرائيليون لمراقبة المواطنين الفلسطينيين.
كما شدد المتعاقدون على أن ما شهدوه “ينتهك مبادئ العمل الإنساني”، ويشكّل تواطؤًا مع الدولة الإسرائيلية في ممارسات تبدو أحيانًا كـ “جرائم حرب”