أكدت رئيسة غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في المحافظات الجنوبية، سماح حمد، أن كوادر الغرفة وشركاءها يواصلون العمل منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، رغم صعوبة الأوضاع وشح الإمكانيات، مشددة على ضرورة “مضاعفة الجهود” من قبل كل الشركاء لإغاثة سكان القطاع.
جاء ذلك خلال اجتماع موسع عقد اليوم في رام الله، وضم وزيرة الخارجية والمغتربين فارسين شاهين، ومستشار رئيس الوزراء للصناديق العربية والإسلامية ناصر القطامي، إضافة إلى عدد من سفراء الدول العربية وممثلي المؤسسات الدولية، من بينهم سفراء الأردن ومصر وتونس، ونائبا السفيرين العُماني والمغربي، إلى جانب عدد من سفراء دولة فلسطين. كما عُقد لاحقًا اجتماع مع المديرة العامة لمؤسسة “أنيرا” الإنسانية ساندرا رشيد.
جهود مستمرة رغم التحديات
وأوضحت حمد أن غرفة العمليات تعمل على تحديث خطة الاستجابة الطارئة وتقييم الاحتياجات لكل قطاع، من المساعدات العينية والنقدية، إلى الإيواء والخدمات الأساسية مثل المياه والصحة والكهرباء والصرف الصحي.
وشددت على أهمية دعم الأسرة الفلسطينية التي هُدمت بنيتها الاجتماعية والاقتصادية بشكل ممنهج، لافتة إلى أن الوضع في الضفة لا يقل خطورة، مع استمرار استهداف مخيمات الشمال وازدياد الفقر والبطالة.
وأضافت أن تحضيرات تُجرى لعقد لقاء جانبي في إطار مؤتمر الدوحة للتنمية الاجتماعية لتسليط الضوء على تداعيات العدوان على المجتمع الفلسطيني.
تحذيرات ومطالبات دبلوماسية
من جهتها، حذرت وزيرة الخارجية فارسين شاهين من أن “المشروع الوطني الفلسطيني يمر بأخطر مراحله”، مشيرة إلى أن العدوان الإسرائيلي “يستهدف الكل الفلسطيني”، عبر حرب الإبادة في غزة، واقتحامات الضفة، والاستيطان.
واتهمت إسرائيل باستخدام الماء والغذاء والدواء كأسلحة ضد الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى الاستيلاء على المناطق المصنفة “ج” التي تمثل 60% من الأراضي الفلسطينية.
وطالبت بـ”تحرك داخلي وخارجي عاجل، ووقف العدوان فورًا، وإدخال المساعدات دون شروط، وتوفير شبكة أمان مالية تحمي السكان”، مشيدة بعمل غرفة العمليات ودور الدول العربية.
دعم دولي واستجابات إنسانية
في السياق، أشاد القطامي بجهود السفراء والدول الداعمة، مؤكدًا استمرار التنسيق مع الصناديق العربية والبنك الإسلامي للتنمية لإزالة الأنقاض، وإنشاء مراكز إيواء، وضمان الخدمات الأساسية.
من جهتهم، أكد السفراء المشاركون استعدادهم لتسخير جهودهم لدعم غزة، معتبرين أن هذا العمل الإنساني هو جزء لا يتجزأ من معركة تثبيت الدولة الفلسطينية.
أما ساندرا رشيد، فاستعرضت أبرز تدخلات مؤسسة “أنيرا” في غزة، مركزة على توفير الغذاء والمياه والطرود الصحية ودعم المرافق الطبية، إلى جانب برامج النقد مقابل العمل وتأهيل البنية التحتية، رغم صعوبة إدخال المساعدات.
أرقام مقلقة وتحذيرات خطيرة
وفي ختام الاجتماع، عرضت غرفة العمليات صورة قاتمة للوضع الإنساني في قطاع غزة، حيث:
- نزح 93% من السكان أكثر من 10 مرات.
- خرج 22 مستشفى و96 مركز رعاية صحية عن الخدمة.
- توفي 41% من مرضى الكلى بسبب توقف الخدمات الطبية.
- انهارت شبكات المياه والصرف الصحي، ويحصل المواطنون على أقل من ثلث الحد الأدنى الموصى به من المياه.
- 85% من البنية التحتية تعرضت لأضرار جسيمة.
وأكدت الغرفة أن مستشفى الشفاء توقف عن العمل لنفاد الوقود، داعية إلى إدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وغير مشروط، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة المدنيين.