أكد الأمين العام لحزب الله في لبنان، الشيخ نعيم قاسم، أن المقاومة في لبنان لن تتخلى عن سلاحها تحت أي تهديد أو ضغط، مشددا على أن “العدو” لن تنال ما عجزت عن أخذه بالحرب، عبر المفاوضات أو الابتزاز السياسي.
وقال الشيخ قاسم في كلمة ألقاها خلال حفل تأبين القائد الجهادي الكبير الشهيد الحاج علي كركي “أبو الفضل”، إن المقاومة حققت إنجازات كبرى خلال 42 عاماً من المواجهة، بدءا من التصدي للاجتياح الإسرائيلي في عام 1982، وصولا إلى تحرير الجنوب عام 2000، ومنع “العدو” من تحقيق أهدافه في حرب تموز 2006، مؤكدا أن هذا السلاح هو الذي حفظ لبنان ووفر له الاستقرار طيلة 17 عاما.
وأضاف أن حزب الله التزم بالكامل باتفاق وقف إطلاق النار جنوب الليطاني، ونشرت الدولة اللبنانية الجيش في مناطق الجنوب، في حين لم يلتزم “العدو” بأي من بنود الاتفاق، وواصلت عدوانها على لبنان وسوريا، حيث تم توثيق أكثر من 3800 خرق خلال الأشهر الثمانية الماضية.
وتابع قاسم قائلا إن الولايات المتحدة تسعى حاليا إلى فرض اتفاق جديد يُبرئ الكيان الصهيوني من كل الجرائم التي ارتكبها في الفترة السابقة، وكأن شيئا لم يكن، معتبرا أن الهدف الحقيقي من هذا الطرح هو نزع سلاح المقاومة، استجابة لمطالب إسرائيلية تهدف إلى طمأنة الكيان المحتل.
وشدد الشيخ قاسم على أن السلاح ليس العقبة أمام بناء الدولة، بل هو ما منع انهيارها، وقال: “نحن كحزب الله، وحركة أمل، وكل قوى المقاومة، نؤمن بلبنان وطنا نهائيا لجميع أبنائه، ونخضع لاتفاق الطائف، لكننا نرفض تسليم سلاحنا كرمى لعيون العدو وأميركا”.
وأشار إلى أن لبنان يواجه ثلاثة أخطار وجودية: العدوان من الجنوب، أدوات الإرهاب التكفيري من الشرق، والطغيان الأميركي الذي يحاول فرض الوصاية السياسية والاقتصادية على لبنان، داعيا إلى توحيد الكلمة والتركيز على مواجهة هذه الأخطار قبل مناقشة مسائل مثل حصرية السلاح.
وتوجّه قاسم برسالة واضحة إلى الداخل اللبناني قائلا: “اصبروا على حصرية السلاح بحسب مفهومكم، فنحن لدينا مفهوم مختلف. وعندما يزول الخطر، نحن حاضرون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية واستراتيجية الأمن الوطني بما يخدم مصلحة لبنان وقوته”.
وحذر من المراهنة على انقسام داخلي أو خلاف مع الرؤساء الثلاثة، مشيرا إلى أنهم يدركون طبيعة المخاطر ويتعاملون معها بحكمة ووعي.
وختم الشيخ نعيم قاسم كلمته بالتأكيد على أن المقاومة باقية على عهدها، ولن تقبل الذل أو الاستسلام، قائلاً: “نحن حاضرون للمواجهة على قاعدة إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة، ولن تستلم “العدو” السلاح منا، ولن تحقق أهدافها ما دامت فينا روح تقاوم”.