More

    نتنياهو لبن جفير: “الهجرة الطوعية” من غزة خلال أسابيع

    اعتبرت مجلة ريسبونسيبل ستيتكرافت الأميركية أن الحرب التي يشنها “الكيان الصهيوني” على قطاع غزة ليست مجرد حرب، بل اعتداء أحادي الجانب على السكان المدنيين وسبل عيشهم تمهيدا لطردهم.

    وقالت المجلة الصادرة عن “معهد كوينسي للسياسة المسؤولة” بواشنطن، في مقال للكاتب بول آر بيلار، إن الأخبار القادمة من القطاع لا تتحدث عن معارك، بل عن مجازر يومية يذهب ضحيتها نحو 150 مدنيا يوميا.

    وبين أن الآمال بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، تتلاشى بعدما انسحب المفاوضون الصهاينة والأميركيون من محادثات في قطر، في وقت يواصل فيه رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الحديث عن “بدائل” لتحقيق أهداف “الكيان الصهيوني” في القطاع.

    وأشار بيلار إلى تصاعد الجوع بشكل قاتل في قطاع غزة، ويواصل جيش الاحتلال توجيه الاتهام لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بسرقة المساعدات، رغم غياب الأدلة بما في ذلك من الجيش الصهيوني نفسه.

    وأكد بيلار أن الجوع الجماعي في غزة هو نتيجة مباشرة لحصار “العدو الصهيوني” وإقصائها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بذريعة اتهامها بالتواطؤ مع “حماس”، في حين أن السبب الحقيقي هو أن “أونروا” تُجسد اعترافا دوليا بوجود قضية لاجئين فلسطينيين.

    أما البديل الصهيوني لتوزيع المساعدات -كما يقول بيلار- فهو “منظومة عقابية”، تخدم هدف “الكيان الصهيوني” في التطهير العرقي، من خلال حصر المساعدات في نقاط قليلة تُجبر السكان على التجمع في مناطق أشبه بـ “معسكرات اعتقال”، تمهيداً لطردهم لاحقا من غزة.

    ووصف الكاتب إسقاط المساعدات على غزة من الجو بـ”خدعة مسرحية غير مجدية”، الغرض منها تهدئة الضمير الدولي، في حين يواصل الجيش الصهيوني منع دخول مئات الشاحنات برا ويتلف محتوياتها.

    ولفت إلى مشاركة “العدو الصهيوني” بنفسها في عروض الإسقاط الجوي للمساعدات، رغم معرفتها بسوء كفاءتها، لتحويل الأنظار عن حصارها.

    ويرى بيلار أن إستراتيجية الاحتلال في غزة تقوم على “الإبادة والطرد”، وهي مقاربة عسكرية لا تهدف إلى التفاوض، بل إلى القضاء على الخصم أو إزاحته جسديا.

    ويؤكد أن هذا الهدف لم يعد موجها ضد “حماس” فقط، بل ضد عموم سكان غزة، الذين يُنظر إليهم كأعداء، وهي نظرة تفاقمت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مستشهدا باعتراف نتنياهو علنا بأن “قتل قيادة حماس” والعمل في “كل مناطق غزة” هو جزء من “نصر كامل” يجب تحقيقه قبل وقف الحرب.

    وفي ظل هذه الإستراتيجية، يؤكد بيلار أن لا معنى لانتظار تسوية تفاوضية، مضيفا أن نتنياهو يملك دوافع سياسية شخصية للإبقاء على الحرب، من بينها تأجيل محاكمته بتهم الفساد، والحفاظ على ائتلافه المتطرف المعارض لوقف إطلاق النار.

    وفي المقابل، يبين بيلار أن “حماس” أبدت مرونة كبيرة خلال محادثات قطر، ووافقت على معظم بنود اتفاق توسط فيه القطريون والمصريون، وطالبت فقط بتعديلات تتعلق بضمانات إنسانية، وتحديد مواقع الانسحاب الصهيوني بدقة، والإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين.

    ورغم ذلك، جاء الرد الصهيوني والأميركي بالانسحاب المفاجئ من المحادثات، ثم اتهام ترامب لحماس بـ “السعي للموت”.

    ويعتبر الكاتب أن تحميل “حماس” مسؤولية استمرار المجازر هو تكرار لسردية تعكس الانحياز الأميركي للعدو الصهيوني، إذ يتم تصوير الفصائل الفلسطينية المقاومة كأصل العنف، وليس كنتيجة للاحتلال المستمر.

    وخلص بيلار في ختام مقاله إلى أن ما يجري في غزة اليوم ليس صراعا عسكريا بين جيشين، بل عملية تدمير ممنهجة لشعب بأكمله، في ظل تواطؤ أميركي سياسي ودبلوماسي.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img