حذرت منظمة الصحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، من أن النزوح الجماعي في قطاع غزة له تأثير صحية خطير، إذ يؤدي الاكتظاظ، ونقص المأوى المناسب، وسوء حالة المياه والصرف الصحي والنظافة إلى زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المعدية الفتاكة.
واعربت “الصحة العالمية”، في بيان لها، اليوم الأربعاء، عن قلقها البالغ إزاء احتمالات تفشي الأمراض المعدية في غزة، بما في ذلك شلل الأطفال.
وحثت المنظمة مجددا على إنشاء ممرات إجلاء طبية متعددة خارج غزة، لضمان المرور الآمن للمرضى عبر جميع الطرق الممكنة، خصوصاً أولئك الذي يتعذر علاجهم داخل قطاع غزة.
من جانبه، قال رئيس برامج الطوارئ لدى منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة، الدكتور أياديل ساباربيكوف، في تصريح سابق له، في أعقاب زيارته الأخيرة للقطاع، إنه في ظل النظام الصحي المعطل، ونقص المياه وانتشار مياه الصرف الصحي في الشوارع العامة، فضلا عن عدم حصول السكان على الرعاية الصحية الأولية، هذا كله يتسبب برفع أعداد الأشخاص الذين يموتون بسبب أمراض معدية مختلفة.
وحذرت وكالات الأمم المتحدة العاملة في المجال الإنساني من تزايد خطر انتشار الأمراض المعدية، في جميع أنحاء قطاع غزة، في خضم ندرة مزمنة في المياه وغياب الوسائل اللازمة لإدارة النفايات والصرف الصحي بشكل مناسب.
من جانبها أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بتسجيل نحو 40 ألف حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي (أ) في ملاجئها ومراكزها الصحية منذ تشرين الأول/ أكتوبر. وفي الوقت نفسه، يستعد شركاء الصحة لأسوأ سيناريو محتمل لتفشي شلل الأطفال.
وفي الوقت نفسه، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بوجود معوقات مستمرة أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما فيها استمرار الأعمال العدائية، والذخائر غير المنفجرة، والطرق المتضررة وغير القابلة للعبور، والهجمات على قوافل المساعدات، وانعدام النظام العام والسلامة، وإغلاق معبر رفح، والقيود التي تفرضها سلطات الاحتلال على دخول بعض الإمدادات الإنسانية.
وذكر المكتب الأممي أن هذه العوامل تستمر في إعاقة دخول المساعدات إلى غزة بشكل كبير وتوصيل المساعدات والخدمات الأساسية لمئات الآلاف من الناس في مختلف أنحاء القطاع.
وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنه من بين 157 مهمة إغاثة كان مخططا لها إلى شمال غزة الشهر الماضي، لم تيسر سلطات الاحتلال سوى 67 مهمة فقط. أما بقية المهمات فهي إما رُفضت أو أُعيقت أو أُلغيت لأسباب أمنية أو لوجستية أو تشغيلية.