أحدثت وصية مراسل الجزيرة أنس الشريف، الذي اغتاله الكيان الصهيوني مع زميله محمد قريقع وعدد من المصورين في قصف استهدف خيمة للصحفيين قرب مستشفى الشفاء في غزة، موجة واسعة من الحزن والتأثر على منصات التواصل الاجتماعي، حيث رأى فيها كثيرون شهادة حية على ثباته وإيمانه بقضيته حتى اللحظة الأخيرة.
الوصية التي كتبها قبل نحو أربعة أشهر، بعد تلقيه تهديدات وتحريضاً مباشراً من الجيش الإسرائيلي، جسدت إصراره على نقل الحقيقة “بلا تزوير أو تحريف”، ووفاءه لفلسطين التي وصفها بـ”درة تاج المسلمين” ونبض قلب كل حر. كما وجه كلمات مؤثرة لعائلته، ذاكراً ابنته شام، وابنه صلاح، ووالدته التي كانت دعواتها حصنه، وزوجته التي واجهت الحرب بصبر الزيتون وثباته.
وأكد الشريف في كلماته الأخيرة رضاه بقضاء الله وثباته على المبدأ، داعياً أن يكون دمه نوراً يضيء درب الحرية لشعبه. وقد اعتبر مغردون أن وصيته “تحمل من القهر ما يفجر الجبال دمعاً ودماً، ومن الإيمان ما يجعل البشر جبالاً لا تهتز”، فيما وصفها آخرون بأنها “صرخة في وجه عالم باع ضميره وترك غزة تذبح”.
نشطاء وإعلاميون نعوا أنس الشريف ومحمد قريقع باعتبارهما “شهيدي الكلمة والحقيقة”، اللذين رحلا وهما يحملان الكاميرا لا السلاح، مؤكدين أن كلمات أنس وصوره كانت سلاحاً أخطر من الرصاص، إذ أرعبت قلوب قادة الاحتلال وزلزلت كيانه.
ومنذ نشر فريقه الإعلامي للوصية، حصدت أكثر من 7 ملايين مشاهدة، لتبقى شاهداً على وحشية الاحتلال وإرثاً يخلد صاحبه الذي مضى على العهد دون تغيير أو تبديل.