More

    السنيورة: اتفاق الطائف هو المرجعية الدستورية ولا حماية للبنانيين إلا الدولة وجيشها

    أشار رئيس الحكومة الأسبق ​فؤاد السنيورة​، في حديث مع “سكاي نيوز”، إلى أن الجلسة التي عقدتها ​الحكومة اللبنانية​ اليوم هي امتداد لجلسة الثلاثاء الماضي، وهي التي كانت جلسة تاريخية بالفعل، بكونها أكدت على أمر دستوري أساسي بأن مجلس الوزراء هو مركز السلطة، وهو المكان الذي تتخذ فيه القرارات الأساسية للدولة اللبنانية”.

    ولفت السنيورة، الى أن “الجلسة أكدت على أمر أساسي آخر، وهو ما شدد عليه ​اتفاق الطائف​، وأكدت عليه جميع القرارات الدولية والعربية، التي تشدد على احترام سيادة الدولة اللبنانية، وعلى حصرية السلاح بيد السلطة الشرعية المعنية، والمتمثلة ب​الجيش اللبناني​ والقوى الأمنية”.

    وأوضح السنيورة أن “ما جرى خلال هذين اليومين يتعلق بأمرين أساسيين، وسيتبعهما بعد ذلك أيضاً أمور أخرى، لاسيما وأن الحكومة كانت قد طلبت يوم الثلاثاء الماضي من قيادة الجيش اللبناني إعداد دراسة كاملة عن الفصول الثلاثة الموجودة في هذه الورقة، ولاسيما لدراسة المراحل الزمنية والكيفيات وطبيعة الانسحابات وغيرها من الأمور المذكورة في هذه الفصول. وأضاف أن هذا هو العمل المطلوب من قيادة الجيش اللبناني، وأن هذه الدراسة لم تنجز بعد”.

    وقال “لا أعتقد أنه كان أمراً حكيماً الموقف الذي اتخذه بعض الوزراء بالانسحاب من هذه الجلسة، كون هذا الانسحاب يضر بالموقف الوطني اللبناني الذي ينبغي أن يكون واحداً وموحداً في التفاوض مع الجانب الأميركي من أجل تحقيق المكاسب السيادية الحقيقية التي يتوخاها لبنان ويريدها اللبنانيون”.

    وأكد أن “اتفاق الطائف هو الشرعة التي توافق عليها اللبنانيون، وهو عملياً الوثيقة الدستورية المرجعية التي باتت تحتوي على كل ما له علاقة بما يسمى الميثاقية في لبنان، وبالتالي لا حديث عن أي أمر في هذا الصدد خارج النصوص الدستورية”.

    وتابع السنيورة “أرى أن تحمل ​المسؤولية الوطنية​ في هذه الظروف البالغة الدقة يتطلب من الجميع، ولاسيما المسؤولين، أن يتطلعوا إلى الأمور بشكل موضوعي وواقعي، وأن تمارس هذه المسؤوليات بشكل رصين ومسؤول ومتبصر، من أجل أن نستطيع أن نحقق تقدماً حقيقياً وإنجازاً على مسار تنفيذ كل النقاط الأخرى التي نحتاج إليها نحن كلبنانيين”.

    وأشار إلى أن “لبنان بحاجة الآن إلى تحقيق ​الدعم العربي​ والدولي لتعزيز القوى العسكرية والأمنية”، مؤكداً: “لا أحد يحمي اللبنانيين إلا الدولة اللبنانية وجيشها الوطني. والذين ينتقدون الجيش بأنه غير قادر ويبررون ذلك بضرورة بقاء الحزب متمسكاً بسلاحه”.

    واعتبر السنيورة أن “موضوع اللجوء إلى ما يُسمى الشارع أمر خطير للغاية”، قائلاً “بدايةً على الذين يهولون به أن يدركوا أن الشارع استعملناه جميعاً كفرقاء لبنانيين بشكل أو بآخر، وأدّى بنا إلى ما أدى بنا. ليس هناك من إمكانية للبنان أن يكرر أخطاء الماضي، ولم يعد بقدرة أي أحد أن يتسبب بحروب داخلية”.

    وشدد على أنه “إذا لم نتوجه نحو تحقيق اتفاق صحيح وجيد في الحوار الجاري مع الولايات المتحدة الأميركية، فإن هناك احتمال حصول واحد من خطرين كبيرين، وهما الخطران اللذان علينا أن نعمل بثقة وصدق من أجل أن نتجنبهما”.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img