مع مرور الوقت، وفي ظل غياب اتفاق سلام في أوكرانيا — وهو اتفاق سبق للرئيس الأميركي دونالد ترامب أن أكد أنه قادر على إنجازه خلال 24 ساعة من توليه السلطة — تبدّلت نبرته تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
بداية ودية
في بدايات ولايته الثانية، كال ترامب المديح لبوتين، الذي يجتمع معه الجمعة في ألاسكا لبحث ملف النزاع الأوكراني.
في 20 كانون الثاني/يناير، قال ترامب للصحافيين عن بوتين: “أعتقد أنه يدمّر روسيا من خلال عدم التوصل إلى اتفاق، لكنني اتفقت معه بشكل رائع”.
وفي اليوم التالي، كتب على منصته “تروث سوشال”: “سأقدّم خدمة كبيرة جدا لروسيا التي ينهار اقتصادها، وللرئيس بوتين. توصلوا إلى تسوية الآن وأوقفوا هذه الحرب السخيفة!”.
بوتين من جهته لم يبخل بالإطراء، وصرّح في 24 كانون الثاني/يناير أن ترامب “ليس شخصًا ذكيًا فحسب، بل براغماتي أيضًا”، مضيفًا أن “أزمة أوكرانيا” كان يمكن تفاديها لو كان ترامب رئيسًا عام 2022.
من “فلاديمير، توقف!” إلى الشكوك
في 12 شباط/فبراير، وصف ترامب مكالمته الهاتفية مع بوتين بأنها “مطوّلة ومثمرة جدًا”. لكن أواخر آذار/مارس، تغيّر الموقف، إذ عبّر لشبكة “إن بي سي” عن غضبه من تشكيك بوتين في صدقية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كشريك في المفاوضات.
وفي 24 نيسان/أبريل، كتب ترامب: “فلاديمير، توقف! يموت 5000 جندي كل أسبوع. دعنا نتوصل إلى اتفاق سلام”. وبعد يومين، أضاف: “ربما لا يريد وقف الحرب، إنه يواصل التلاعب بي”.
“جنّ جنونه” وفقدان الصبر
في 25 أيار/مايو، كتب ترامب: “كانت لدي دائمًا علاقة جيدة جدًا مع بوتين، لكن شيئًا ما أصابه. لقد جنّ جنونه”. وفي اليوم التالي، حذر: “إنه يلعب بالنار!”.
ورغم أن بوتين اتصل به في 14 حزيران/يونيو لتهنئته بعيد ميلاده، إلا أن الود تراجع مجددًا. ففي 8 تموز/يوليو، قال ترامب: “بوتين يردد لنا الكثير من الترهات… يتحدث بطريقة رائعة ومن ثم يقصف الناس خلال الليل”.
وبحلول أواخر تموز/يوليو، أعلن ترامب أنه “غير مهتم كثيرًا” بالتحدث إلى بوتين، لكنه قبل أيام من القمة المرتقبة في ألاسكا، عاد ليؤكد أنه يتوقع محادثات بنّاءة