More

    إبراهيم احتفل بقداس ليلة عيد انتقال السيدة العذراء في الفرزل: انتقالها ليس غيابًا بل هو اكتمال الحضور

    احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، المطران إبراهيم مخايل إبراهيم بقداس ليلة ​عيد انتقال السيدة العذراء​ مريم، في ​كنيسة اسيدة النياح​ الفرزل، بمشاركة كاهني البلدة طوني ابو عراج وتوفيق عيد وحضور حشد كبير من ابناء البلدة المؤمنين. وبعد الإنجيل المقدس، القى ابراهيم عظة هنأ فيها الجميع بعيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد الى السماء ومما قال: “في هذه الليلة المباركة، ونحن ندخل في فرح عيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد إلى السماء، تتزيّن الفرزل بنورها الخاص، إذ تحمل في قلبها رعيتين تحت اسمها المبارك، وكأن هذه البلدة العزيزة تتنفّس من رئتين يملؤهما عبير مريم. هنا، في هذه الأرض التي باركها الرب بوجودكم وإيمانكم، تصير العذراء ليست فقط شفيعة، بل أمًّا حاضرة في تفاصيل الحياة اليومية، تعرف بيوتكم وأوجاعكم وأفراحكم، وترافقكم كما رافقت الرسل في العلّية، تمنحكم الرجاء حين يثقل الواقع، والسلام حين تشتدّ العواصف”.

    وتابع: “إن انتقال مريم إلى السماء ليس غيابًا، بل هو اكتمال الحضور. هي اليوم على عرش الملك السماوي، لكن قلبها ما زال منحنياً على أولادها. انتقالها هو إعلان أن غاية حياتنا ليست الأرض، بل الملكوت، وأن الجسد نفسه مدعو إلى القيامة والمجد. وهي، التي احتضنت الكلمة في أحشائها، تعلّمنا أن كل من يحيا كلمة الله ويعمل بها، يصير هو أيضًا هيكلاً للروح، ومكانًا يشرق فيه الله”.

    واضاف: “في الفرزل، تتوحّد هاتان الرعيتان تحت اسم مريم لتشكّلا شهادة حيّة على أن العذراء هي جسر وحدة، لا فقط بين رعايا، بل بين القلوب. في زمن الانقسامات والتحديات، يدعونا العيد إلى أن ننظر إليها كأيقونة الطاعة الكاملة، والاتضاع العميق، والإيمان الذي لا يتزعزع، حتى عند أقدام الصليب. هي تعرف ماذا يعني أن تكون الرعية في قلب الألم، كما تعرف كيف تفتح النوافذ على الرجاء”.

    واردف: “فلنقترب الليلة منها بقلوب أولاد صغار، لنضع عند قدميها مخاوفنا، مشاريعنا، وجرح لبنان الكبير، واثقين أنها ستقول لابنها كما في عرس قانا: “ليس عندهم خمر”، أي ليس عندهم فرح، ليس عندهم قوة، ليس عندهم رجاء… فتطلب لنا الخمر الجديد، خمر الروح، الذي يملأ فراغنا بفرح السماء”.

    وختم: “فلنخرج من هذا العيد ونحن نحمل صورتها في حياتنا، لا فقط في أيقوناتنا، بل في مواقفنا وكلماتنا وخياراتنا. وعندها، كما باركت مريم بيت أليصابات، ستبارك هي أيضًا بيوت الفرزل كلها، وتجعل منها بيتًا واحدًا لله، بيتًا منفتحًا على السماء، حيث الانتقال هو بداية الحياة التي لا تزول. سلام العذراء معكم، وعيد مبارك لكم جميعاً”.

    بعد القداس، انتقل الحضور الى صالون الرعية، حيث تبادلوا التهاني بالعيد.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img