أثارت وزيرة الاستيطان في حكومة الاحتلال الصهيوني، المتطرفة أوريت ستروك، غضب عائلات الأسرى الصهاينة، بعد أن صرحت بنيتها التصويت لصالح استمرار الحرب على قطاع غزة، خلال اجتماع المجلس الوزاري الصهيوني المصغر (الكابينت)، حتى لو تسبب ذلك بمقتل الأسرى.
وخلال مقابلة أجرتها معها، أمس الأربعاء، إذاعة “كول باراما”، قالت ستروك، وهي من حزب “الصهيونية الدينية” وعضو في “الكابينت”: “سأصوت بالتأكيد لصالح استمرار الحرب، حتى لو كان من الواضح أن حماس ستُعدم الأسرى”.
وأشارت ستروك إلى أنها ليست الوحيدة من أعضاء “الكابينت” التي ستصوت لاستمرار الحرب على حساب حياة الأسرى.
ومن المقرر أن يجتمع “الكابينت” اليوم الخميس، للتصويت على خطط جيش الاحتلال الإسرائيلي لاحتلال مدينة غزة، التي سبق أن وافق عليها وزير الجيش يسرائيل كاتس.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا لدى المقاومة في غزة، 20 منهم على قيد الحياة، بينما يواصل الاحتلال اعتقال أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني ويمارس بحقهم التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أدى لاستشهاد أكثر من 76 منهم، حسب تقارير حقوقية.
وزعمت الوزيرة الصهيونية أن الغالبية الساحقة من الصهاينة يرون ضرورة مواصلة الحرب في غزة، مستشهدة بتصريح لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل أيام، قال فيه إن الطريق الوحيد لتحرير الأسرى هو عبر هزيمة حركة “حماس”.
واعتبرت ستروك أن محاولة خلية تابعة لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، أسر جنود صهاينة في خانيونس جنوب القطاع أمس الأربعاء، يعزز موقفها بشأن الحرب على غزة.
وقالت: “هذه العملية يجب أن تُزعزع استقرارنا. محاولات اختطاف الجنود تُجرى يوميًا، ونحن بحسن نية وبأيدينا حوّلنا عمليات الاختطاف إلى أقوى أداة في يد حماس. نحن من جلبنا هذا على أنفسنا، وعلينا أن نوقفه”.
وبدورها، هاجمت هيئة عائلات الأسرى الصهاينة الوزيرة ستروك، وقالت في بيان: “الحكومة الصهيونية عموما، والوزيرة ستروك خصوصا، يواصلون خداع وتضليل الجمهور”.
وأوضحت الهيئة أن 80% من الجمهور الصهيوني يريد إعادة جميع الأسرى إلى منازلهم، حتى لو كان الثمن إنهاء الحرب، وفق البيان.
وأضافت أنه لا يمكن إنكار وجود ملايين الصهاينة في الشوارع ضد الحرب، مشيرة إلى أن “الحرب الأبدية خطر وجودي على حياة المختطفين وخطر وجودي على هوية العدو الصهيوني وصورته”.
وتأتي تصريحات ستروك في الوقت الذي يواصل فيه الوسطاء جهودهم للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة، عقب تسلم “الإحتلال” مقترحا جديدا وافقت عليه حركة “حماس” بهذا الخصوص، الاثنين الماضي.
وتتهم عائلات الأسرى الحكومة الصهيونية بتعطيل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
ومساء الأحد الماضي، شارك أكثر من 300 ألف صهيوني في مظاهرات واسعة، نُظِّمت بعدة مناطق، لا سيما تل أبيب، للمطالبة بوقف الحرب العدوانية على غزة وإعادة الأسرى المحتجزين في القطاع غزة.