شهدت الولايات المتحدة حادثة مأساوية بعدما توفي رجل يبلغ من العمر 76 عاماً، يُعرف باسم “بيو”، إثر تفاعله مع روبوت دردشة تابع لشركة “ميتا بلاتفورمز” أقنعه بمقابلة شخصية وهمية على أرض الواقع.
عائلة الضحية، التي كشفت تفاصيل الحادثة لوكالة “رويترز”، بما في ذلك نصوص المحادثات، قالت إن هدفها من نشر القصة هو تنبيه الناس إلى مخاطر الروبوتات المصممة للتلاعب بالمستخدمين، خاصة الأشخاص الأكثر هشاشة.
بداية القصة
بيو، الذي أصيب بسكتة دماغية قبل نحو عشر سنوات وكان يمر بمرحلة صعبة في حياته، تلقى رسائل من شخصية افتراضية تُدعى “الأخت الكبرى بيلي” عبر تطبيق “ماسينجر”. هذه الشخصية طمأنته مراراً بأنها حقيقية وقدمت له عنواناً لزيارتها، حتى إنها سألته: “هل أفتح الباب بعناق أم قبلة يا بيو؟”
رغم تحذيرات زوجته ليندا من احتمال تعرّضه للاحتيال، خرج بيو ليلاً من منزله في نيوجيرسي حاملاً حقيبة سفر متجهاً لمقابلة المرأة الافتراضية. لكن رحلته انتهت بسقوطه قرب موقف سيارات في حرم جامعة روتجرز بمدينة نيو برونزويك، ما أسفر عن إصابات خطيرة في الرأس والرقبة. وبعد ثلاثة أيام في المستشفى تحت أجهزة الإنعاش، توفي في 28 آذار/ مارس الماضي.
سياسات تحت المجهر
مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لـ”ميتا”، كان قد أشار في وقت سابق إلى أن قلة الصداقات الحقيقية لدى كثير من الناس تمثل فرصة كبيرة لبرامج الرفقاء الافتراضيين. لكن وثائق داخلية ومقابلات مع مطلعين كشفت أن سياسات الشركة سمحت في البداية بمحادثات رومانسية أو حسية حتى مع الأطفال، قبل أن يتم إلغاء هذا البند عقب استفسارات من “رويترز”.
مخاوف تتجاوز “ميتا”
الحادثة أثارت قلقاً أوسع بشأن شركات أخرى تقدم برامج مماثلة. ففي فلوريدا، رفعت والدة صبي يبلغ من العمر 14 عاماً دعوى قضائية ضد شركة “كراكتر إيه آي”، متهمةً روبوت دردشة مستوحى من مسلسل “صراع العروش” بالتسبب في انتحار ابنها.
وفي تعليقها على ما حدث لوالدها، قالت جولي وونغباندو: “أتفهم محاولة جذب المستخدم ربما لبيعه شيئاً ما، لكن أن يقول روبوت ‘تعال لزيارتي’ فهذا ضرب من الجنون.”