More

    المنتجات اللبنانية تَتنَفَّس… بوادر إيجابية على خط التصدير!

    في إطار تعزيز التعاون الزراعي بين لبنان ومصر، جاءت زيارة وزير الزراعة نزار هاني، إلى القاهرة، حيث أُطلقت أعمال الدورة الخامسة للجنة الزراعية الفنية المشتركة بين البلدين، وسط تأكيد مشترك على أهمية هذا التعاون كركيزة استراتيجية لتحقيق نهضة زراعية وأمن غذائي مستدام.

    وفي هذا السياق، يؤكد رئيس تجمّع المزارعين في البقاع، إبراهيم ترشيشي، في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أن “السوق المصري بات اليوم سوقًا واعدًا للمنتجات اللبنانية والمصدرين على حد سواء، مشيرًا إلى أن العلاقات التجارية بين البلدين شهدت تحسنًا ملحوظًا بعد تجاوز عدد من العقبات التي كانت تعرقل انسياب المنتجات اللبنانية إلى السوق المصرية”.

    ويقول ترشيشي: “الزيارة الرسمية إلى مصر برفقة الوزير نزار هاني أسهمت في دفع هذا المسار قدمًا، وساهمت في تمتين العلاقة التجارية الزراعية بين الجانبين، موضحًا أن الجانب المصري أبدى استعدادًا واضحًا للتعاون، حيث تم التعاطي مع التحديات بروح الشراكة وتمت معالجة العديد من القيود السابقة، لا سيما المتعلقة بالحاويات المشحونة من لبنان”.

    ويشير إلى أن السوق المصري بات يستوعب كميات متزايدة من الإنتاج اللبناني، أبرزها: الخوخ، العنب، والدراق، كما أن كميات التفاح المصدَّرة تصل بعد شهر أيلول إلى ما بين 60 و70 ألف طن، وقد تتخطى في بعض المواسم 100 ألف طن، فهذا التطور نابع من مناخ من التفاهم والمحبة، وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، حيث برز الدعم المصري كعامل إيجابي وملموس”.

    ويوضح ترشيشي أن “الوزير هاني أجرى لقاءات مثمرة مع المسؤولين المصريين المعنيين بتسهيل دخول المنتجات اللبنانية إلى السوق المصرية، معتبرًا أن النتائج الإيجابية تشكل بارقة أمل للمزارع اللبناني، وتُسهم في التخفيف من العقبات التي واجهها التصدير الزراعي في السنوات الأخيرة”.

    أما من الناحية اللوجستية، فيلفت إلى أن “الشحن إلى مصر يتميز بسرعة وفعالية، إذ تصل الحاويات من مرفأ بيروت إلى الموانئ المصرية خلال 24 إلى 48 ساعة فقط، بفضل وجود أكثر من ثلاث بواخر أسبوعيًا، ما يجعل عملية التصدير أكثر سلاسة وكفاءة”.

    وفي المقابل، يؤكد ترشيشي أن “لبنان يرحب بالمنتجات الزراعية المصرية، وفي مقدمتها المانغا التي سُمح بدخولها إلى الأسواق اللبنانية، إلى جانب استيراد مواد مثل الأسمدة، الأدوية الزراعية، والمواد الخام المستخدمة في الصناعة، مشددًا على أن التبادل التجاري بين البلدين يقوم على قاعدة من التكامل والمصلحة المشتركة.

    ويضيف: “المزارع اللبناني بات يستفيد بشكل مباشر من فتح السوق المصري أمام منتجاته، خاصة الفواكه المتنوعة كالتفاح والعنب والدراق والإجاص، وهو ما تحقق نتيجة حوارات مكثفة واجتماعات بين اللجان الفنية من الجانبين، أثمرت نتائج إيجابية تصبّ في مصلحة الزراعة اللبنانية”.

    وعن إمكانية تعويض السوق المصري لخسارة السوق السعودي؟ يوضح ترشيشي أن “الهدف الأساسي هو بقاء جميع الأسواق العربية مفتوحة أمام المنتجات اللبنانية”، مشددًا على أن “السوق السعودية تبقى أساسية ومحورية للمنتج الزراعي اللبناني، وأن لبنان لا يستغني عنها بل يسعى جاهدًا لاستعادة حضوره فيها، كما أن العمل جارٍ أيضًا لإعادة فتح باقي الأسواق الخليجية مثل الكويت، دبي، مسقط، البحرين، وقطر، إلا أن ذلك يتطلب إعادة فتح طريق الترانزيت البري عبر الدول المجاورة، ما يُسهّل عملية التصدير ويعزز فرص التصريف الزراعي”.

    ويختم ترشيشي بالتشديد على أن “السوق السعودية ليست فقط ضرورة للبنان، بل هي أيضًا بحاجة إلى المنتجات الزراعية اللبنانية المعروفة بجودتها العالية وتنوعها الموسمي”.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img