أعلنت إذاعة الجيش الصهيوني، اليوم الجمعة، أن تصريحات وزير الجيش يسرائيل كاتس حول “ضرب المباني الشاهقة” وسط مدينة غزة ليست بجديدة، مُشيرة إلى أن الجيش نفّذ عمليات مشابهة مئات المرات سابقًا.
وجاء تصريح “كاتس” بعد وقت قصير من بث كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تسجيلًا يظهر فيه أسير صهيوني يتجول داخل سيارة بين ركام المنازل المدمرة في مدينة غزة، التي يهدد الإحتلال باحتلالها بالكامل.
وقال “كاتس” في تصريحٍ له صباح اليوم: “الآن تُفتح أبواب الجحيم في غزة”، مع توجيه الإنذار الأول لإخلاء مبنى مرتفع تمهيدًا لقصفه.
في هذا السياق، أكدت مصادر محلية فلسطينية أن البرج المذكور، والمعروف باسم برج مشتهى، قد سبق أن استُهدف في مراحل سابقة من الحرب، وكان مأوى لمئات الخيام التي احتضنت نازحين من شرق المدينة، ما يثبت أن القصف ليس جديدًا بل هو استمرار لمسلسل تدمير المدينة.
وجاء القصف الأخير لبرج “مشتهى” ضمن حملة مستمرة تستهدف أحياء غزة المختلفة، بما فيها مناطق مكتظة بالمدنيين والنازحين، ما أدى إلى ارتفاع حجم الدمار وتشريد العائلات.
وعلى الرغم من أنه تم إخلاء برج مشتهى قبل استهدافه، ولم يسجل أي إصابات أو شهداء، إلا أن قصف هذه المباني الكبيرة، خاصة تلك الواقعة غرب مدينة غزة، حيث يسكن مئات النازحين وتحيط بها آلاف الخيام نتيجة نزوح السكان من المناطق الشرقية، يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين.
دمرت قوات الاحتلال الصهيوني مساحات واسعة من مدينة غزة خلال الأسابيع الماضية، حتى قبل أن تبدأ أي عمليات اجتياح محتملة لاحتلال المدينة بالكامل، بحسب تحليل حديث لصحيفة هآرتس استند إلى صور الأقمار الصناعية الملتقطة بين 17 يوليو و25 أغسطس.
وأظهرت الصور أن معظم الأحياء العمرانية في مناطق مثل الشجاعية والزيتون والتفاح، شرقي وجنوبي غزة، تعرضت لأضرار كبيرة، ما يضع المرافق الإنسانية والخدمات الأساسية في تلك المناطق على شفير الانهيار الكامل.
وأفادت الصحيفة بأن بيانات صادرة عن خدمات الإسعاف والطوارئ في غزة تشير إلى أن أكثر من 85% من حيي الشجاعية والتفاح قد تدمر بالكامل، بينما طالت الدمار أكثر من 70% من المباني في جباليا شمال القطاع وفي حي الزيتون ومناطق أخرى من المدينة.
ويواصل “الإحتلال” المدعومة أمريكيا وأوروبيا جريمة الإبادة الجماعية ضد المدنيين والنازحين في قطاع غزة المحاصر لليوم الـ 700 تواليا، تزامنا مع ارتكاب جرائم حرب ومجازر مروعة.
ويتواصل نزوح الفلسطينيين من المناطق الواقعة شرق مدينة غزة، والتي تشهد عمليات للجيش الصهيوني، إلى منطقة السودانية غرب المدينة، المصنّفة من قبل الجيش كمناطق حمراء.
ويصر السكان على رفض دعوات الاحتلال للنزوح نحو جنوب القطاع، في وقت أجبر فيه الاحتلال غالبية سكان غزة على الانتقال جنوبًا، ما يزيد من معاناتهم بعد نزوحهم المتكرر منذ بداية الحرب، وسط استمرار المجاعة، وانتشار الأمراض، وتدهور الأوضاع المعيشية في مختلف أنحاء القطاع.