تشهد مؤسسات أكاديمية حول العالم، من أوروبا إلى أمريكا الجنوبية، موجة متزايدة من قطع العلاقات مع الجامعات الصهيونية، على خلفية الحرب على غزة وتورط الأوساط الأكاديمية في سياسات الاحتلال، وفق ما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية، اليوم السبت.
فقد ألغت الجامعة الفيدرالية في سيارا بالبرازيل قمة ابتكارية مع جامعة صهيونية، كما قطعت جامعات في النرويج وبلجيكا وإسبانيا علاقاتها مع المؤسسات الصهيونية، وحذت حذوها كلية ترينيتي في دبلن، بينما أنهت جامعة أمستردام برنامج التبادل الطلابي مع الجامعة العبرية في القدس المحتلة. كما أعلنت الجمعية الأوروبية لعلماء الأنثروبولوجيا الاجتماعية وقف التعاون مع المؤسسات الأكاديمية الصهيونية ودعت أعضاءها إلى مقاطعتها.
وتقول الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية إن الجامعات الصهيونية متواطئة في “نظام الاحتلال العسكري والفصل العنصري والإبادة الجماعية”، مطالبة بإنهاء جميع أشكال التعاون معها.
ورغم هذا التوجه، ما زالت جامعات المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا متحفظة على المقاطعة الأكاديمية الشاملة، متمسكة بحرية تبادل الأفكار. لكن أصواتًا أكاديمية بارزة، مثل المؤرخ الصهيوني إيلان بابيه والجراح الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة، شددت على أن معظم الأكاديميين الصهاينة متورطون في خدمة الاحتلال، وأن المقاطعة أداة ضرورية لكشف مسؤوليتهم.
وتزداد المخاوف في الأوساط الصهيونية من انعكاسات هذه الحركة على التمويل الأوروبي، إذ تلقى “العدو” منذ 2021 نحو 875.9 مليون يورو من برنامج “هورايزن أوروبا”. وقد اقترحت المفوضية الأوروبية تعليق مشاركة الاحتلال جزئيًا، في خطوة تهدد الأبحاث الصهيونية وقطاع التكنولوجيا.
ومع تراجع عدد الباحثين الصهاينة الحاصلين على منح أوروبية وتنامي مخاطر “هجرة الأدمغة”، خصصت حكومة الاحتلال 22 مليون يورو لمكافحة المقاطعة الأكاديمية. ومع ذلك، يؤكد خبراء أن المقاطعة تحقق تقدمًا ملموسًا وقد تصبح إحدى أقوى الأدوات في مواجهة الاحتلال أكاديميًا وعلميًا.