أشار عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين جشي إلى أن «نحن نواجه اليوم المشروع الأميركي لتطويع المنطقة والسيطرة على ثرواتها وبالأخص النفط والغاز، فضلاً عن أهداف بعيدة المدى». وأضاف أن «الولايات المتحدة تسعى عبر العدوان الإسرائيلي على دول المنطقة من جهة، وعبر سياستها القائمة على المكر والخداع والضغط والتهديد والوعود الزائفة من جهة أخرى إلى تحقيق ذلك».
وفي كلمة ألقاها خلال حفل تكريم الطلاب الناجحين في صور، اعتبر جشي أن «المشروع الأميركي يلتقي مع المشروع الإسرائيلي لتحقيق ما يحلم به الصهاينة، وهو إنشاء دولة إسرائيل الكبرى»، لافتًا إلى أن تصريحات الرئيس الأميركي بشأن صغر مساحة إسرائيل تتطابق، بحسبه، مع ما طرحه نتنياهو مؤخرًا بشأن خارطة مفترضة تضم لبنان كله.
وأشار جشي إلى اعتداءات متكررة على سوريا و«تدمير معظم القدرات العسكرية من دبابات وطائرات ومخازن ومراكز أبحاث، بالإضافة إلى احتلال مئات الكيلومترات من الأراضي السورية»، معبّرًا عن استغرابه من أن النظام السوري «لم يطلق طلقة رصاص واحدة نحو العدو» في ماضيه، رغم ما لحق به من خسائر.
وتطرق النائب إلى الأوضاع في قطاع غزة، واصفًا ما يجري بأنه «تجاوز كل ما يمكن وصفه بالمجازر وجرائم الحرب»، مؤكدًا أن الهدف الإسرائيلي هو «تدمير كل ما يمت إلى الحياة البشرية بصلة وسيطرة على القطاع لجعله خالياً من السكان». وانتقد في هذا السياق ما وصفه بـ«ازدواجية المواقف» الأميركية إزاء قطر، مستشهدًا بضربة وُجهت للدوحة وبتصريحات رسمية أميركية تصفها حليفًا استراتيجيًا.
وعن المشهد اللبناني، لفت جشي إلى أن «عجز العدو الإسرائيلي عن القضاء على المقاومة دفع الأميركيين لإرسال موفدين يطلبون من الدولة اللبنانية سحب سلاح المقاومة، وبالذات السلاح الذي يهدد أمن إسرائيل»، مضيفًا أن هؤلاء يعلمون أن «الجيش الوطني اللبناني غير قادر على صد أي عدوان»، ومعبرًا عن الاعتقاد بأن الهدف هو ترك لبنان مكشوفًا أمنياً أمام المشروع الأميركي والإسرائيلي.
وشدّد جشي على أن «المقاومة لن تسلّم سلاحها إلا لدولة قوية وقادرة على حماية البلد»، مذكّرًا أن «ليس لدولة عاجزة عن حماية أرواح المواطنين وأرزاقهم أن تطالب شعبها بالتخلي عن المقاومة ومنعه عن الدفاع عن نفسه وأرضه وكرامته».
وتوجّه النائب إلى الجهات التي تطالب بسحب السلاح بالسؤال: «ماذا فعلتم إزاء أربعة آلاف وستمائة خرقاً واعتداءً إسرائيلياً على سيادتنا، بالإضافة إلى ارتقاء ما يزيد عن مئتين وستين شهيدًا وأكثر من خمسمائة جريح وتدمير أرزاق اللبنانيين؟» واسترسل قائلًا: «ماذا يمكنكم أن تفعلوا إذا احتل العدو لبنان حال تخلينا عن المقاومة؟»
وختم جشي كلامه بالقول إن «الخوف من الأميركي وسطوته لا يلزمهم»، وأنهم «قوم أباة الضيم نأبى أن نعيش ذليلاً»، مستشهداً بكلمات منسوبة إلى الإمام علي عليه السلام: «الموت في حياتكم مقهورين، والحياة في موتكم قاهرين».