More

    عقود مرت ولبنان يعاني من أنانية أبنائه ومن جشع حكامه ومن تسلط أحزابه

    أشار متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة، في عظته خلال قداس ​عيد رفع الصليب في كاتدرائية القديس جاورجيوس الى ان “سر الصليب يكشف في عمقه إلتقاء المحبة والحكمة الإلهيتين. فالله، عوض أن يخلص العالم بحسب حسابات البشر، إختار أن يدخل في الضعف ليبيد ​قوة الشرير​”.

    ورأى عودة أن “ذكرى رفع الصليب هي إعلان متجدد لحقيقة أن الصليب لم يعد أداة موت، بل صار شجرة حياة جديدة، تشع بالنور على الخليقة. الكنيسة لا تحتفل اليوم بذكرى ألم وحزن، بل بعيد انتصار وفرح. فالمسيح الذي ارتفع على الصليب رفع معه طبيعتنا الساقطة ليجعلها قائمة في قيامته”.

    وتابع: “يذكرنا عيد رفع الصليب بواجب الشهادة في عالم ما زال يرى في الإنجيل جهالة وفي الصليب عثرة. فكما رفض اليهود واليونانيون الكرازة بالصليب، كذلك يرفض كثيرون اليوم منطق المحبة والبذل والتضحية، مفضلين منطق القوة والأنانية. لكن الكنيسة مدعوة أن تشهد بلا خجل أن قوة الله ظهرت في ضعف الصليب، وأن رجاء الإنسان لا يتحقق في المجد الأرضي بل في القيامة المجيدة. منطق العالم مغاير لحكمة الله وعقل الإنسان لا يدرك عمق محبة الله وبعد تدبيره من أجل الإنسان”.

    وسأل عودة :”هل يتخلى أحد في بلدنا عن مركز أو مكسب من أجل خير إخوته في الوطن؟ عقود مرت ولبنان يعاني من أنانية أبنائه ومن جشع حكامه ومن تسلط أحزابه ومن تفرد البعض وتعنت البعض الآخر أو فساده، غير عابئين بحياة اللبنانيين وسمعة لبنان وديمومته”، مضيفا :”لو تأملوا في سر الصليب وفي التضحية العظمى التي قدمها خالق الكون من أجل خلاص خليقته هل كان إنسان يتعلق بكبريائه أو يتشبث بموقفه أو يتمسك بسلطته أو يحاول مضاعفة مكتسباته على حساب الآخرين؟ الصليب ليس خيالا وصلب ابن الله الوحيد ليس خرافة بل علامة على ​المحبة الالهية​ اللامحدودة”.

    وختم: “دعوتنا اليوم أن نتعلم كيف نقيس كل أمورنا بمقياس الصليب، فنرفض الكبرياء والزيف ونطلب التواضع، ونهرب من الكراهية والإدانة ونلجأ إلى المحبة، ونترك الأنانية والحسد والحقد لنحيا في البذل والمحبة، فنصير حقا أبناء القيامة”.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img