أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن ما يواجهه الشرق الأوسط اليوم لا يقتصر على الصراع الفلسطيني – الصهيوني، بل يتعداه إلى سياسات توسعية ينتهجها الكيان الصهيوني تهدد استقرار المنطقة بأسرها.
وأوضح في مقابلة مع قناة الجزيرة، أن القضية لم تعد مجرد احتلال الأراضي الفلسطينية أو مواصلة حرب الإبادة في قطاع غزة، بل هناك خطر أوسع يتمثل في التوسع الصهيوني ومحاولاته فرض وقائع جديدة على حساب الدول المجاورة.
وأشار فيدان إلى أن القمة العربية الإسلامية المزمع عقدها في الدوحة يوم الاثنين، ستبحث سبل تشخيص هذه المشكلة والتحرك دولياً لمواجهتها.
واعتبر الوزير التركي أن التوسع الصهيوني يشكل اليوم التحدي الأكبر في المنطقة، مبيّناً أن له سببين رئيسيين: الأول السعي لتحقيق مشروع “إسرائيل الكبرى” عبر التمدد الجغرافي، والثاني إبقاء دول المنطقة في حالة ضعف وانقسام.
وبيّن أن هذه السياسات تستهدف بالدرجة الأولى سوريا ولبنان والأردن ومصر، لافتاً إلى أن تركيا تتابع عن كثب الاعتداءات الصهيونية المتكررة على الأراضي السورية.
كما عبّر فيدان عن تضامن بلاده مع قطر بعد العدوان الصهيوني الأخير على الدوحة، متمنياً السلامة للشعب القطري، ومؤكداً أن هذه الهجمات لن تثني الدوحة عن مواصلة دورها الوسيط، وهو دور وصفه بأنه “يستحق التقدير”.
وتطرق الوزير التركي إلى الدعم الأمريكي غير المشروط للكيان الصهيوني، معتبراً أن هذا “الاستثناء” في السياسة الأمريكية يضع واشنطن في موقف محرج ويثير استياء حلفائها في المنطقة.
وشدد فيدان على أن الرئيس رجب طيب أردوغان وقيادة تركيا يواصلون التأكيد للولايات المتحدة أن جرائم الحرب الصهيونية، وخسائرها الكبيرة في صفوف المدنيين، وسياساتها التوسعية، لا تهدد المنطقة فقط، بل تمس الأمن العالمي برمته.
واختتم الوزير التركي مؤكداً أن على دول المنطقة أن تبتعد عن تهديد أمن بعضها البعض، وأن تتجاوز خلافات السيادة والأمن ووحدة الأراضي، لكن السياسات العدوانية للكيان الصهيوني تبقى العقبة الأساسية أمام تحقيق ذلك.
