اعترف رئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، بأن كيانه يواجه عزلة سياسية متزايدة على المستوى الدولي، محمّلًا جزءًا من السبب إلى بعض الأقليات المسلمة في أوروبا والقيود الاقتصادية التي تؤثر على تل أبيب.
وخلال كلمته في مؤتمر المحاسب العام بوزارة المالية في القدس المحتلة، قال نتنياهو: “سنواجه صعوبات في التجارة العالمية، إذ أن العالم اليوم بات موحدًا أكثر من أي وقت مضى. الأقليات المسلمة في أوروبا أصبحت أصواتها مسموعة، وتمارس ضغوطًا على حكوماتها بشأن قضايا الشرق الأوسط، وترفض الصهيونية.”
وأضاف أن هذه الضغوط تؤثر على قدرة الكيان في استيراد معدات عسكرية، وتعرض اقتصاده لتحديات كبيرة، مشيرًا إلى أن التعامل مع هذا الواقع سيكون معقدًا للغاية.
وأشار نتنياهو أيضًا إلى “الثورة الرقمية” كعامل إضافي في تعميق عزلة كيانه، موضحًا أن خصومه يستغلون التكنولوجيا الحديثة بفعالية، وذكر أن دولًا مثل الصين وقطر استثمرت مبالغ ضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يمنحها نفوذًا أكبر من وسائل الإعلام التقليدية. وقال: “هذا الواقع يعزلنا، وسنضطر إلى مواجهته.”
كما تحدث عن أهمية التكيف مع اقتصاد يعتمد على الاكتفاء الذاتي، رغم معارضته للفكرة، قائلاً: “أنا من أنصار السوق الحرة، وعملت على تعزيزها في الكيان، لكن قد نجد أنفسنا مضطرين لتطوير الصناعات الدفاعية محليًا لتعزيز قوتنا الاقتصادية والعسكرية، لنصبح مثل أثينا وإسبرطة في آنٍ واحد. لا خيار أمامنا سوى مواجهة محاولات العزلة خلال السنوات القادمة.”
من جانبه، انتقد رئيس المعارضة، يائير لبيد، تصريحات نتنياهو واصفًا إياها بأنها “مجنونة”، مضيفًا أن العزلة ليست مصيرًا محتومًا، بل نتيجة لسياسات خاطئة للحكومة التي حولت الكيان إلى دولة من دول العالم الثالث، دون بذل أي جهود لتغيير هذا الوضع. وأكد أن بالإمكان العودة لتكون “دولة ناجحة ذات اقتصاد قوي”.
كما اعتبر رئيس حزب الديمقراطيين، يائير غولان، تصريحات نتنياهو رسالة سلبية للمواطنين، وقال: “نتنياهو يهنئ الصهاينة بمناسبة رأس السنة العبرية قائلاً: للحفاظ على منصبي أحتاج إلى حرب دائمة وعزلة. أنتم ضحيتم بالدولة والاقتصاد ومستقبل أولادكم، لكن ردنا سيكون: هذه السنة سنغير الوضع وننقذ الكيان.”