تواصل قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ235 على التوالي، ولليوم الـ222 على مخيم نور شمس، وسط اقتحامات واعتقالات ومداهمات يقابلها تصاعد وتيرة المقاومة.
وأعلنت كتائب القسام بالاشتراك مع سرايا القدس، الخميس الماضي، مسؤوليتها عن تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار بآلية عسكرية إسرائيلية من نوع “بانثر” قرب حاجز “نتساني عوز” غرب طولكرم، ما أدى إلى إصابة جنديين صهاينة.
وقالت اللجنة الإعلامية في طولكرم في بيان لها اليوم الخميس، إن جيش الاحتلال فرض حصارًا شاملاً على مدينة طولكرم عقب العملية، وأغلق البوابات الحديدية عند مداخلها، مانعًا حركة المرور من وإلى المدينة.
وأضافت أن القوات شنت حملة اعتقالات وتحقيقات ميدانية واسعة، شملت مئات المواطنين وأسفرت عن اعتقال ما يقارب ألف شخص خلال ساعات قليلة، في مشاهد وصفت بأنها اعتقالات جماعية.
وفي سياق متصل، أصدر جيش الاحتلال قرارًا عسكريًا يقضي بتجريف وإزالة نحو 200 دونم من أراضي المواطنين غرب طولكرم، تمتد من منطقة برك تجميع المياه العادمة مرورًا ببوابة “نتساني عوز”، وصولًا إلى بير السكة المحاذية لضاحية شويكة.
وزعمت قوات الاحتلال أن هذه الإجراءات تهدف إلى “توسعة مستوطنة بيت حيفر” شمال المدينة.
وشرعت جرافات الاحتلال مطلع الأسبوع الجاري بتنفيذ القرار، حيث جرفت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية المحاذية لمستوطنة “بيت حيفر”، وتشمل الأراضي المستهدفة أراضي زراعية مملوكة للمواطنين وأخرى مصنفة “أراضي حكومة” وفق تصنيف الاحتلال.
وتتوزع على خمسة أحواض، وتضم 40 دونمًا مزروعة بالأشجار المثمرة و160 دونمًا من الزراعات المكشوفة.
وواصلت قوات الاحتلال اقتحاماتها لبلدات وقرى محافظة طولكرم، حيث داهمت منازل نازحين من مخيم نور شمس في بلدة عنبتا شرق المدينة، كما اقتحمت بلدة دير الغصون شمالًا.
وفي المقابل، شهدت مدينة طولكرم وقفة جماهيرية نصرةً لغزة وتنديدًا بمجازر الاحتلال المستمرة، وإحياءً لذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا.
وأدى التصعيد المتواصل إلى تهجير قسري لأكثر من 5 آلاف عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن.
ودمر الاحتلال أكثر من 600 منزل تدميرا كليا، و2573 منزلاً تضررت جزئيًا، في ظل استمرار إغلاق مداخل المخيمين بالسواتر وتحويلهما إلى مناطق شبه خالية من الحياة.
بينما أسفر العدوان حتى الآن عن استشهاد 14 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما كانت في الشهر الثامن من الحمل، إضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات، وتدمير واسع طال البنية التحتية، والمنازل، والمحلات التجارية، والمركبات.