حذّرت تقارير صحية أميركية حديثة من ارتفاع مقلق في معدلات العدوى الناتجة عن ما يُعرف بـ”البكتيريا الكابوسية” المقاومة للأدوية، حيث سجّلت زيادة بنسبة 70% في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة.
وذكر باحثون من “المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها” أن السبب الرئيس لهذا الارتفاع يعود إلى جين يصعب علاجه يُسمى NDM، مشيرين إلى أن هناك فقط نوعين من المضادات الحيوية قادرين على مواجهته، لكنهما باهظا الثمن ويُعطَيان عبر الوريد.
وأوضح العلماء أن حالات العدوى ارتفعت بأكثر من خمسة أضعاف داخل الولايات المتحدة، ما يشكّل خطرًا صحيًا متناميًا. وقال ديفيد وايس، الباحث في الأمراض المعدية بجامعة إيموري في أتلانتا: “هذا الارتفاع يشكّل مصدر قلق كبير ويهدد السلامة الصحية العامة”.
كما حذّر خبراء من أن كثيرين قد يكونون حاملين للبكتيريا دون تشخيص، ما يزيد احتمالية انتشارها في المجتمع. وأشارت الدكتورة مارويا والترز من الجامعة نفسها إلى أن أمراضًا شائعة وسهلة العلاج مثل التهابات المسالك البولية قد تصبح أصعب وأكثر خطورة في المستقبل.
ويُرجع الأطباء تفاقم الظاهرة إلى سوء استخدام المضادات الحيوية، سواء من خلال وصفات غير ضرورية أو التوقف المبكر عن تناول العلاج، الأمر الذي سمح للبكتيريا بتطوير مقاومة وجعلها أكثر قوة.
من جانبه، أرجع الدكتور جيسون بيرنهام من جامعة واشنطن جزءًا من هذا الارتفاع إلى جائحة كورونا، قائلاً: “شهدنا استخدامًا مفرطًا للمضادات الحيوية خلال الجائحة، ومن المرجّح أن تكون هذه الزيادة أحد أسباب تصاعد مقاومة الأدوية”.