تستعد محافظة بيت لحم في الأيام القليلة القادمة لاستقبال موسم الزيتون، المتوقع أن يكون الأسوأ منذ 15 عاماً، نتيجة اقتران الموسم بـ”عام شلتوني” ضعيف الإنتاج، إلى جانب تصاعد اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين على الأراضي الزراعية عبر المصادرة ومنع الوصول إليها.
وقال المهندس عبد الوهاب الحلايقة، مدير مديرية الزراعة في المحافظة، إن موسم قطف الزيتون سينطلق هذا العام في التاسع من الشهر القادم، مصحوباً بعدة فعاليات داعمة للمزارعين في مختلف مناطق المحافظة، وخاصة في الريفين الغربي والشرقي والجنوبي، إضافة إلى مدن بيت لحم وبيت جالا.
وأشار الحلايقة إلى أن مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون تبلغ نحو 32,800 دونم، منها حوالي 28 ألف دونم مثمرة، فيما الباقي مزروعة بالأشتال. وأوضح أن نحو 30% من الأراضي المزروعة في الريفين الغربي والشرقي مغلقة أمام أصحابها بسبب إجراءات الاحتلال والمستوطنين، الذين أقاموا بوابات حديدية وأسمنتية على مداخل هذه الأراضي، ما ترك حوالي 19,800 دونم فقط متاحة للمزارعين.
وأكد أن إنتاج الزيتون هذا العام سيكون الأدنى منذ 15 عاماً، حيث يبلغ متوسط الإنتاج نحو 50 كغم لكل شجرة، بمجموع إنتاج لا يتجاوز الألف طن، في حين لن تتجاوز كمية إنتاج الزيت 200 طن، مقارنة مع استهلاك المحافظة السنوي البالغ 850 طناً، ما يؤدي إلى نقص يصل إلى 650 طناً.
وأضاف الحلايقة أن التغير المناخي وانخفاض معدلات الأمطار ألحق أضراراً جسيمة بالمزارعين، وما زادت الوضع سوءاً اعتداءات المستوطنين المستمرة على الأراضي الزراعية والمزارعين تحت حماية قوات الاحتلال، خاصة في بلدات وقرى حوسان ونحالين ووادي فوكين وبتير والولجة والجبعة والمخرور في الريف الغربي، وجناته والمنيا وتقوع وكيسان في الريف الشرقي، والمعصرة ومراح رباح ومراح معلا في الريف الجنوبي.
وأوضح أن مديرية الزراعة عقدت اجتماعات مع المؤسسات الداعمة لمزارعي الزيتون لمناقشة استعدادات الموسم والفعاليات المساندة، خصوصاً في المناطق المحاذية للجدار العازل والمستوطنات التي تحاصر المحافظة.
بدوره، قال المهندس حسين صبح، مدير دائرة الإرشاد في مديرية الزراعة، إن المديرية بالتعاون مع المؤسسات التنموية زودت المزارعين بالمساعدات اللازمة، بما فيها توزيع 30 ألف شتلة زيتون، بالإضافة إلى الأدوات الزراعية مثل السلالم والمصائد والشوادر والصناديق البلاستيكية لتسهيل عملية القطف.
كما نظمت دائرة الإرشاد الزراعي العديد من اللقاءات في الحقول مع المزارعين لتشجيعهم على الزراعة البينية من البقوليات والعلفية لزيادة خصوبة الأرض. وأشار إلى أن المحافظة تضم 6 معاصر زيتون، وتتابع لجنة الإرشاد والرقابة مهامها لتقديم الإرشادات اللازمة للمزارعين والمعاصر لتحسين جودة زيت الزيتون.