في ظل الازدحام الكبير الذي شهدته محطات الوقود خلال الأيام الأخيرة في محافظات الضفة الغربية، أكد طارق النتشة، رئيس مجلس إدارة محطات الهدى للمحروقات، أن ما يجري ليس أزمة حقيقية في توفر المحروقات، بل هو نتيجة سلوك استهلاكي اندفاعي ناتج عن الخوف والشائعات التي انتشرت خلال فترة الأعياد.
وأوضح النتشة، خلال مقابلة خاصة في برنامج “طلة صباح” الذي يُبث عبر فضائية معا وشبكة معا الإذاعية وراديو الرابعة، ويقدمه الإعلامي عادل غريب، أن الأوضاع في سوق المحروقات مستقرة وطبيعية، مشيرًا إلى أن الإمدادات تسير بوتيرة منتظمة، وأن ما حدث خلال الأيام الماضية هو ازدحام مؤقت سببه القلق الزائد لدى المواطنين.
وقال النتشة إن انتشار الشائعات حول توقف التوريد أو انقطاع الوقود بسبب الأوضاع الإقليمية والحروب، دفع العديد من المواطنين إلى شراء كميات تفوق حاجتهم الفعلية، وهو ما أدى إلى نفاد مؤقت للمخزون في بعض المحطات وخلق حالة من الارتباك في السوق.
وأضاف:
“نحن لا نعيش أزمة في التوريد، بل أزمة في سلوك المستهلك. الخوف غير المبرر جعل المواطن الذي يحتاج لمئة شيكل وقود يعبي بخمسمية، وبهذا يسحب من حصة غيره ويزيد من الازدحام دون داعٍ.”
وأشار رئيس مجلس إدارة محطات الهدى إلى أن هيئة البترول ضخت في الأيام الأخيرة أكثر من أربعة ملايين لتر من الوقود إلى محافظات الضفة، منها مليون ونصف عبر ترقوميا، ونحو مليونين وستمائة ألف لتر عبر نعلين، وهي كميات كافية لتغطية احتياجات السوق لعدة أيام إذا ما تم التعامل معها بعقلانية وترشيد.
كما لفت النتشة إلى أن فترة الأعياد في الداخل والقدس تسببت بزيادة كبيرة في حركة المواطنين والاقتصاد المحلي، ما أدى إلى ارتفاع الطلب على الوقود بشكل طبيعي، مؤكدًا أن “هذه الزيادة مؤقتة وتنتهي بانتهاء الأعياد واستقرار الحركة التجارية”.
ودعا النتشة المواطنين إلى عدم الانجرار وراء الأخبار المضللة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، مشددًا على ضرورة الاعتماد على المعلومات الصادرة من الجهات الرسمية مثل هيئة البترول ونقابة أصحاب المحطات، مؤكدًا أن “الخبر المقلق ينتشر أسرع من الخبر المطمئن، لذلك يجب أن يكون المواطن واعيًا لمصدر المعلومة”.
وختم النتشة حديثه بالتأكيد على أهمية الاستهلاك الرشيد والهدوء في التعامل مع الأزمات المؤقتة، قائلاً:
نصيحتي لكل مواطن أن
يحافظ على خزان سيارته ممتلئًا دائمًا من باب الطمأنينة لا الهلع. خزان ممتلئ يحمي السيارة ويمنحك راحة بال، لكن دون مبالغة أو تكديس.”
وأضاف أن الأزمة الحالية ستنتهي خلال أيام قليلة مع انتهاء فترة الأعياد واستقرار التوريد، داعيًا المواطنين إلى أخذ حاجتهم فقط وترك المجال للآخرين، مؤكدًا أن “التعامل برشد هو الطريق لتجاوز الأزمات بهدوء وسلاسة”.