تصاعد التوتر الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وكولومبيا إلى مستويات غير مسبوقة، بعد أن وجّه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مساء الأربعاء هجومًا لاذعًا على الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، واصفًا إياه بأنه “مجنون” و”ليس في كامل قواه العقلية”.
وقال روبيو خلال حديثه للصحافيين في واشنطن: “أعتقد أن السلطات الكولومبية، وبخاصة الجيش والشرطة، لا تزال موالية بشدة لأميركا، المشكلة الوحيدة في كولومبيا هي رئيس مجنون… هذا الرجل مجنون، مجنون! هو ليس في كامل قواه العقلية”.
تأتي تصريحات روبيو في خضمّ أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين، إثر غارة أميركية نفذها الجيش الأميركي في المحيط الهادئ استهدفت قاربًا لتهريب المخدرات، ما اعتبرته بوغوتا “انتهاكًا صارخًا لسيادة كولومبيا”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد صعّد بدوره من لهجته تجاه كولومبيا، مهددًا بإنهاء المساعدات الأميركية وفرض رسوم جمركية على البلاد، واتّهم نظيره الكولومبي بأنه “زعيم تجارة مخدرات”.
وردّ بيترو باتهام واشنطن بـ”القتل وانتهاك السيادة الوطنية”، منتقدًا بشدة الحملة الأميركية في الكاريبي ضد تهريب المخدرات.
وأعلنت وزارة الخارجية الكولومبية عودة سفيرها في واشنطن دانييل غارسيا بينيا إلى بوغوتا للتشاور، في خطوة فُسّرت على أنها احتجاج رسمي على التصريحات الأميركية. وقالت الوزارة إن الحكومة ستصدر “بيانات إضافية” قريبًا حول طبيعة العلاقات الثنائية في المرحلة المقبلة.
وتُعدّ كولومبيا أكبر متلقٍ للمساعدات الأميركية في أميركا الجنوبية، إذ حصلت عام 2023 على نحو 740 مليون دولار، خُصص نصفها تقريبًا لبرامج مكافحة تهريب المخدرات. لكن تبادل الاتهامات الأخير أوصل العلاقات إلى أسوأ مستوى منذ عقود، وفق محللين.
منذ توليه الحكم عام 2022، يدعو الرئيس بيترو إلى تغيير جذري في مقاربة الحرب على المخدرات التي تقودها واشنطن، مطالبًا بالتركيز على الأسباب الاجتماعية والاقتصادية بدلاً من الاعتماد على النهج العسكري والإبادة القسرية للمحاصيل.
غير أنّ هذه المقاربة لم تلقَ ترحيبًا في واشنطن، التي تتّهم حكومته بالتراخي، في وقتٍ تشير فيه تقديرات رسمية وأممية إلى زيادة مساحات زراعة الكوكا بنسبة 70% خلال ولايته.