قدمت الولايات المتحدة الأميركية مقترح هدنة إنسانية في السودان، وسط تصاعد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حسبما كشف مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي. وأوضح أن الهدنة قد تمتد من 3 إلى 9 أشهر، مشيرًا إلى وجود أمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأشار بولس إلى أن الجيش والدعم السريع رحبا مبدئيًا بالمقترح، لكنهما يدرسان بنود الهدنة المتعلقة بآليات المراقبة والتنفيذ والجوانب الفنية واللوجستية. وأكد عدم وجود تفاوض مباشر أو غير مباشر بين الطرفين، مشيرًا إلى أن التواصل يتم من جانب الإدارة الأميركية مع كل طرف بشكل منفصل.
وتأتي هذه التطورات على وقع أزمة إنسانية متفاقمة، مع تصاعد موجات النزوح من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها، ومن مناطق شمال كردفان. وأكدت هيئة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن المجاعة امتدت إلى مدينتي الفاشر وكادوجلي، مع تعرض 20 منطقة أخرى في دارفور وكردفان لخطر المجاعة بسبب القتال المستمر.
وتعد سيطرة الدعم السريع على الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور، الأحد الماضي، نقطة تحول بارزة في الحرب الأهلية، حيث منحت القوات سيطرة فعلية على أكثر من ربع أراضي البلاد. ويشهد السودان اضطرابات منذ أبريل 2023 أدت إلى مقتل أكثر من 40 ألف شخص وفق الأمم المتحدة، مع تحذيرات من أن العدد الفعلي قد يكون أعلى بكثير وفق جماعات الإغاثة.
