More

    زيارة صليب أحمر رفيعة إلى بيروت: تحذيرات من انتهاكات متزايدة ودعوات لحماية المدنيين وسط مخاوف الحرب

     

    في وقت تتصاعد فيه المخاوف من انزلاق لبنان إلى حرب جديدة، وفي ظلّ اضطرابات غير مسبوقة يشهدها الشرق الأوسط وتحولات سياسية وأمنية متسارعة، وصل المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأدنى، نيكولا فون آركس، إلى بيروت في زيارة تهدف إلى الاطلاع مباشرة على الأوضاع الإنسانية وتعزيز التعاون مع السلطات اللبنانية وشركاء العمل الميداني.

    تركّز مهمة اللجنة الدولية على حماية المدنيين وتقديم الدعم الإنساني للمتضررين من النزاعات المسلحة، إلى جانب تعزيز احترام القانون الإنساني الدولي في أكثر المناطق هشاشة حول العالم. ومع ذلك، تبقى الأسئلة مطروحة حول مدى تأثير هذه الجهود، خصوصاً في ظل مشاهد الدمار وسقوط مئات آلاف الضحايا في الإقليم، ومدى تجاوب الأطراف المتحاربة مع الدعوات المتكررة للحدّ من العنف.

    وفي حديث خصّ به جريدة “النهار”، يؤكد فون آركس أنّ الانتهاكات للقانون الإنساني الدولي “واقع نرصده باستمرار”، مشدداً على أنه “لا وجود لزمن ذهبي تم فيه احترام هذا القانون بالكامل. فالانتهاكات كانت موجودة دائماً وستبقى، ويا للأسف، لكن ذلك لا يلغي واجب اللجنة في مواصلة التذكير بضرورة حماية المدنيين والبنى التحتية الحيوية والمنشآت الطبية”.

    ويشير إلى أنّ اللجنة تعمل عبر “حوار ثنائي وسري” مع الأطراف المتحاربة لإقناعها باحترام الحد الأدنى من الإنسانية، مضيفاً: “نأمل أن يكون لجهودنا تأثير. قد يصعب تقديم أدلة ملموسة على أماكن تم فيها احترام القانون، لكننا نؤمن بأنه لا يمكننا الاستسلام، وعلينا مواصلة الضغط والتذكير والانخراط في الحوار”.

    وبينما يعترف القانون الإنساني الدولي بواقع الحروب، يبقى هدفه الأساسي تطويق العنف عبر الديبلوماسية والحدّ من تمدّده. غير أنّ العنف يستمر، مهما وُضعت للحروب حدود وقواعد، ما يجعل الدور الإنساني ضرورة ملحّة في كل مرحلة.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img