More

    البطريرك الراعي : رسول السلام إلى وطن السلام

    أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن البابا لاون الرابع عشر يزور لبنان رسول سلام، وهي أول زيارة له إلى هذا البلد، حاملاً رسالة سلام.

    وقال الراعي “اختار (البابا) أن يزور لبنان لحاجته الى السلام، والفاتيكان لطالما كان يصلّي من أجل السلام في لبنان، وكان يذكر لبنان في لقاءاته مع الدول، وبالتالي من هذه الروح اختار أن تكون أول زيارة رسولية للبنان، وهو البلد المطلوب منه أن يكون أرض السلام، كأنه يريد أن يعبّر عن الرسالة التي يحملها، والتي قالها البابا القديس يوحنا بولس الثاني، لبنان أكثر من بلد هو رسالة. من هنا، سيركز البابا خلال زيارته على الرسالة التي يحملها لبنان”.

    أضاف: “العالم كله ينظر إلى لبنان، كل العالم معنا، لذا أراد قداسة البابا أن يبيّن حقيقة هذا الوطن الصغير والكبير برسالته”.

    وتابع: “الرسالة الروحية التي يحملها البابا تدور حول السلام، ومن خلالها سيتحدث كنسياً عن لبنان العيش المشترك، ولبنان المميز عن الدول المجاورة. أما في ما خص الرسالة السياسية، فتكمن في قيمة لبنان على المستوى الاقليمي والدولي، من دون الانخراط في السياسة الداخلية اللبنانية. فالكنيسة لا تتحدث في التقنيات بل في المبادئ”.

    وتطرق الى هواجس الفاتيكان حيال لبنان، قال: “قداسته يحمل في قلبه هذا الوطن، وهو حريص على الحفاظ على لبنان المتميز عن باقي دول المنطقة، والبابا يوحنا بولس الثاني عندما أقر السينودس من اجل لبنان، قال إن هذا السينودس من أجل الشرق الأوسط انطلاقاً من لبنان، لأن ازدهار المسيحية في لبنان هو ضمان للأقليات المسيحية في البلدان الأخرى. وبالتالي فإن الدور المسيحي في لبنان مع المسلمين اللبنانيين جعل لبنان مختلفاً عن كل البلدان الأخرى. على سبيل المثال، فإن لبنان أرض التعددية السياسية والدينية. لبنان أرض الحريات العامة، وهو البلد الوحيد الذي وقّع على شرعة حقوق الإنسان عام 1949. ولبنان العيش المشترك وبهذه الصيغة هو ضمان لكل مسيحيي الشرق الأوسط”.

    وأكد أن المسيحيين في البلدان العربية يرددون لنا دائماً، “انتبهوا على لبنان”.

    وأوضح أنه “قد يكون هناك لقاء بين البابا ورؤساء الطوائف الإسلامية في السفارة البابوية لمزيد من الاحترام والقيمة لهم. أما اللقاء الحواري الديني فسيكون في بيروت، لأن الفاتيكان يهمه كثيراً الحفاظ على العيش المشترك في لبنان. وهو يرى أن المسيحيين نجحوا في لبنان مع المسلمين في بناء دولة مدنية، وهذا ما يحرص عليه الفاتيكان، لأن هذا الوضع موجود فقط في لبنان وليس في أي بلد آخر”.

    واكد أن “ألا خوف لدى الفاتيكان على الحضور المسيحي، بل الخوف على تراجع فعالية دورهم في لبنان. يهتم بأن يبقى المسيحيون أصحاب دور في لبنان كي يبنوا مع المسلمين هذا الوطن، ولا خوف من أن يُطمر الدور المسيحي في لبنان”.

    “أما بالنسبة إلينا”، بحسب الراعي، “فالمسيحيون هم اقوى فئة في لبنان في مدارسهم وجامعاتهم وفي حضورهم وفي إمكاناتهم”، مشيراً إلى أن هجرة المسيحيين هي ثمن عدم الاستقرار والمشكلة الاقتصادية والمالية، وهذه الهجرة تنسحب أيضاً على المسلمين.

    وأكد رداً على سؤال، اننا “نعيش في مرحلة صعبة، وقداسة البابا وأمانة سر الدولة في الفاتيكان يلعبان دورهما لحماية لبنان ووقف الحروب”.

     

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img