بقلم : نسمه العبدالله
عندما تتميّز المرأة العربية، فهي لا تكتفي بأن تُثبت حضورها، بل تعيد صياغة الصورة بأكملها.
المرأة العربية اليوم هي صوتٌ فاعل وصانعة تغيير؛ تجمع بين أصالة الجذور وقوة الطموح. أثبتت قدرتها في ميادين العلم والإعلام والطب والفن والعمل المجتمعي، وتجاوزت التحديات لتؤكد أن النجاح لا يعرف حدودًا.
هي أمّ، ومبدعة، ومحاربة من أجل حقها وحق مجتمعها، وكل خطوة تخطوها تفتح بابًا جديدًا لجيلٍ قادم يرى فيها نموذجًا وإلهامًا.
تشكل رحلة ميثاء عبد الجليل نموذجًا مُلهِمًا لكيف يمكن للشغف والرؤية أن يصنعا طريقًا لم يكن مخططًا له، وأن يحوّلا مسارًا غير مختار إلى هوية مهنية استثنائية.
وُلدت ونشأت ميثاء في دولة الإمارات، في بيئة عربية متعددة الجذور؛ فهي سورية من أم مصرية وجدة عراقية، وتحمل الجنسية السورية والمصرية، وتتقن اللهجة الإماراتية بطلاقة. ومنذ طفولتها، كانت تحيط بها بيئة تدفعها للنجاح، لكن طريقها الأول لم يكن خيارها: فقد درست الصيدلة في جامعة دبي تحقيقًا لرغبة والدتها، رغم أن شغفها الحقيقي كان يميل لعالم الجمال والإعلام.
بعد تخرجها، عملت لفترة قصيرة في مجال الصيدلة، كما أدارت مستشفى تجميليًا متخصصًا، قبل أن تقرر أن تمضي خلف طموحها، فدرست إدارة الأعمال وحصلت على دورة تخصصية، ثم انتقلت إلى إحدى الشركات الكبرى في الإمارات. لكن قفزتها الحقيقية جاءت عندما قادها القدر إلى الإعلام من خلال فرصة تقديم برنامج صباحي يومي على قناة عجمان، لتبدأ مرحلة جديدة من حياتها.
واصلت تطوير نفسها، فحصلت على دبلوم مكثف في الإعداد والتقديم التلفزيوني، وقدمت على مدار سنوات مجموعة من البرامج المتنوعة على قنوات مختلفة، منها: برنامج الدار الابن البار، مسابقات ابن بطوطة، عالم التسويق، جمّل دارك على قناة أبوظبي.
كما شاركت في تقديم فعاليات مهمة داخل الدولة، من أبرزها مهرجان الفجيرة للمونودراما في دورتيه الثالثة والرابعة
لم يغب شغف الجمال عن ميثاء رغم انشغالها الإعلامي. فخلال ست سنوات من التقديم التلفزيوني، درست فنون المكياج والتجميل وربطت بين خلفيتها العلمية في الصيدلة وبين فهمها العميق لاحتياجات المرأة.
بدأت نشاطها على السوشيال ميديا عام 2011، لتصبح اليوم واحدة من أهم خبيرات التجميل في الإمارات مع جمهور يتجاوز 2 مليون متابع. وتقدم خدماتها في مختلف إمارات الدولة سواء في المنازل أو الفنادق، كما أصبحت مرجعًا معتمدًا في المجال.
إضافة إلى ذلك، تقدّم ميثاء دورات تدريبية في التجميل والميك أب إلى جانب عملها الإعلامي، وتدير فرعها الخاص ضمن إحدى أكبر الشركات المتخصصة في مجال التجميل في الإمارات. ورغم شهرتها الواسعة، تحافظ على خصوصية حياتها الشخصية ولا تكشف تفاصيلها للجمهور.
لم تتوقف رحلة ميثاء عند الإعلام أو التجميل. بل أعادت ابتكار مسارها بالكامل عندما جمعت بين علم الصيدلة وشغفها بالتجميل ورؤيتها المستقبلية.
أسست شركة Illumina Beauty UK في بريطانيا، لتصبح أول امرأة من الشرق الأوسط تمتلك وتطور شركة تكنولوجيا تجميل بهذا الحجم.
بدأ المشروع بمنتج واحد قائم على أبحاث وتقنيات حاصلة على براءة اختراع، لينمو سريعًا إلى خط عالمي يضم أجهزة وتراكيب مبتكرة مخصّصة للاستخدام المنزلي.
قصة ميثاء عبد الجليل هي شهادة على أن المسار غير المختار يمكن أن يكون هو نفسه الخبرة التي يحتاجها المرء ليحقق غايته.
هي اليوم إعلامية، خبيرة تجميل، رائدة أعمال، وصاحبة علامة تُعد بيانًا جريئًا لا مجرد مشروع تجاري.
رحلتها تُثبت أن إعادة اختراع الذات ليست مخاطرة… بل شجاعة.




