شهدت محافظة حضرموت في جنوب شرق اليمن توترًا عسكريًا متصاعدًا بعد الاشتباكات التي اندلعت، أمس الأحد، بين قوات “حلف قبائل حضرموت” و”المجلس الانتقالي الجنوبي” قرب إحدى المنشآت النفطية الإستراتيجية، ما أعاد إبراز حساسية المشهد الأمني في واحدة من أهم المحافظات المنتجة للنفط.
وفي الساعات الأخيرة برزت تطورات ميدانية وسياسية لافتة، تمثلت بدخول “القوات المسلحة الجنوبية” إلى وادي حضرموت بهدف تطهيره من العناصر الإرهابية والتخريبية” التي تسببت بتدهور أمني واسع، وفق وصف قيادات هذه القوات.
وتزامنت المستجدات مع إعلان شركة “بترو مسيلة” اليمنية، وهي أكبر الشركات المنتجة للنفط في البلاد، وقف الإنتاج والتكرير في القطاع 14 بعد انقطاع إمدادات الغاز الضرورية لتشغيل محطات الكهرباء في وادي حضرموت، إثر محاولات اقتحام نسبت إلى قوات متمردة منتمية إلى “حلف قبائل حضرموت”. وأدى ذلك إلى تعذّر ضخ الكميات المخصصة لمحطتي كهرباء الوادي، ما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي وإغراق مدن الساحل والوادي في الظلام.
وقال عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج سالمين البحسني إن الاعتداءات “انعكست مباشرة على حياة السكان”، مشيرًا إلى توقف إيصال المحروقات إلى المحافظات المجاورة. واعتبر البحسني أن ما يحدث هو “تمرد مسلح” تقوده مجموعات قبلية بقيادة عمر بن حبريش، محذّرًا من أن محاولات السيطرة على منشآت نفطية رئيسية “لن تؤدي إلا إلى إراقة الدماء وإلحاق الضرر بمؤسسات الدولة”.
وترتفع حدّة التوتر السياسي في مناطق ساحل حضرموت بين “المجلس الانتقالي الجنوبي” و”حلف قبائل حضرموت”، في وقت تبدي شركة “بترو مسيلة” مخاوف من احتمال وقوع أضرار كارثية في منشآتها في حال تجدد الاشتباكات وامتدادها إلى خزانات النفط والغاز.
وتنتج حضرموت نحو 50 ألف برميل نفط يوميًا من حقل المسيلة، يُخصص معظمها للاستهلاك المحلي منذ توقف التصدير قبل ثلاثة أعوام عقب هجمات الحوثيين على موانئ شبوة وحضرموت. وتنقل وكالة “شينخوا” عن مصادر حكومية أن بعض الفصائل القبلية أجرت اتصالات سرية مع عناصر مرتبطة بتنظيم “القاعدة” بهدف زعزعة الاستقرار في الوادي.
وفي سياق متصل، دان نائب رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي” ما وصفه بـ”العمل التخريبي والانقلابي” الذي طال شركة “بترو مسيلة”، موضحًا أن الاعتداءات أدت إلى توقف تزويد المحروقات وانقطاع الكهرباء عن مدن الساحل والوادي.




