أعلنت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين رفضها للورقة الصهيونية الأمريكية التي تضم “الاشتراطات الخمس” التي تم الإعلان عنها مؤخرا، والتي تم تقديمها في مقابل إنهاء العمليات العسكرية لجيش الاحتلال وعودة المهجرين إلى مخيمات طولكرم ونور شمس ومخيم جنين.
وقالت الجبهة في بيان لها إن هذه العمليات، على الرغم من محاولات التغطية على نواياها الحقيقية تحت ذرائع أمنية، تكشف بشكل واضح عن نوايا الاحتلال الهادفة إلى محو هوية المخيمات عبر إعادة هندسة جغرافيتها ودمجها مع المدن المجاورة. وأشارت إلى أن هذه الإجراءات تهدف أيضا إلى تفكيك البنية الاجتماعية لمجتمعات اللاجئين، من خلال التدقيق الأمني المشدد وشروط توطين من فقدوا منازلهم نتيجة للهدم.
وأكدت الجبهة أن الورقة تكشف عن رغبة صهيونية ممنهجة في تفكيك حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وذلك عبر محو هوية المخيمات وتحويلها إلى أحياء دائمة ضمن المدن المجاورة، في إطار تقويض دور وكالة الأونروا، التي تقضي الورقة باستبعادها من عملية إعادة الإعمار، ومنعها من تقديم الخدمات وفقًا لولايتها الدولية. كما أشارت الجبهة إلى أن الورقة تتضمن إنهاء دور الأونروا في المناطق الواقعة تحت ولاية السلطة الفلسطينية، وتقويض وجود المخيمات كمحطات انتظار مؤقتة على طريق العودة.
وقالت الجبهة في بيانها إن هذا المسعى يتماشى مع الحملة التي بدأها الاحتلال بدعم أمريكي ضد الأونروا، والتي تشمل التحريض ضدها في بداية عام 2024، وقرارات الكنيست الصهيونية في نوفمبر 2024 بوقف التعامل مع الأونروا، ومنع وجودها الإداري في القدس المحتلة.
وشددت الجبهة على أن هذا التحرك يتناقض مع السعي الدولي لتعزيز حقوق الشعب الفلسطيني، كما تجسد ذلك القرارات الأخيرة التي اتخذتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بتجديد ولاية الأونروا حتى عام 2029.
وختمت الجبهة بيانها بالتأكيد على أن سكان المخيمات ليسوا مجرد متلقي خدمات، بل هم أصحاب قضية وحقوق وطنية أكدتها قرارات الشرعية الدولية، محذرة من أن القبول بهذه الاشتراطات سيؤدي إلى مزيد من التنازلات التي تهدد جوهر القضية الفلسطينية وتقوض حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.




