قال تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش، إن جيش الاحتلال الصهيوني استخدام 4 أخطر تقنيات بالذكاء الاصطناعي في الحرب على قطاع غزة، تم من خلالها استهداف المدنيين وملاحقتهم، وهي التي كانت سببا في رفع حصيلة الشهداء والمصابين.
وأكد الباحث الأول في مجال المراقبة في منظمة هيومن رايتس ووتش، زاك كامبل، إن تقريره وثّق أن جيش الاحتلال يستخدم هذه الأدوات التي تعتمد على معلومات خاطئة وتقييمات غير دقيقة؛ مما يؤدي إلى انتهاك القانون الدولي، وقتل المزيد من الأبرياء.
أشار الباحث في المنظمة “كامبل”، إلى أن مبعث القلق يكمن في المعلومات والبيانات والإجراءات الخاطئة التي قد لا تسمح بأن يكون هناك إجراءات كافية للتدقيق والرقابة، من خلال استخدام هذه الأدوات التقنية بطريقة غير صحيحة في العملية العسكرية بغزة، وهو ما يؤثر في حياة المدنيين.
أوضح “كامبل”، أن الأدوات الأربع التي يستخدمها الاحتلال وفق ما وثقه التقرير تشمل:
أداة أبلغت عنها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية العام الماضي، وهي تستخدم الهواتف الجوالة لتعقب تحرك الأشخاص وتم استخدامها لتتبع تحرك الأشخاص من شمال قطاع غزة إلى جنوبه.
هناك أداة ثانية تحدثت عنها “مجلة 972″، تعتمد على التعلم الآلي لتحديد الأهداف الهيكلية للجيش.
أداة ثالثة ذكرتها نفس المجلة وتستخدم لتحديد الأشخاص الذين ربما قد ينتمون إلى مجموعات معينة.
أداة رابعة تقوم بالإبلاغ عن الأشخاص الذين يكونون هدفًا لشن هجوم.
وتابع الباحث في “هيومن رايتس ووتش”، أنه يتم جمع هذه البيانات من خلال مراقبة الأشخاص وهذا أمر خاطئ، كما يتم استخدام هذه الأدوات لجعل البيانات والمعلومات متاحة لاستخدامها في العملية العسكرية الصهيونية بغزة”.
وأكد “كامبل”، أن استخدام الاحتلال لهذه الأدوات يؤدي إلى انتهاك القانون الإنساني الدولي خاصة عندما يكون هناك خطأ في تحديد الأهداف وعدم التمييز.
وشدد على ضرورة أن تكون هناك مراقبة لاستخدام التكنولوجيا والتدقيق فيها، “وهذا الأمر عندما لا يحدث، يمثل ذلك انتهاكا للقانون”.
ولفت إلى أن القلق الأساسي هو عدم دقة المعلومات والبيانات، وهذا ما ظهر في القرارات التي تستند إليها الهجمات الصهيونية، وربما تعتمد على أدوات المراقبة التي لا تأخذ بعين الاعتبار القانون الإنساني والدولي؛ مما يسبب ضررا للمدنيين.
وأكد “كامبل”، على أنه “يعتقد أنه على كل أدوات التكنولوجيا التي يتم استخدامها أن تمتثل للقانون الدولي وأن تكون هناك معلومات وبيانات كاملة خاصة حول تلك التي تستخدم التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي”.
وتابع القول “وهدفي هنا من التقرير كان توثيق ما يحدث، وذلك يعتمد على المعلومات المتوفرة والمقابلات التي أجريناها، وكان من المهم أن نوثق الأدوات الأربع، وأن ننظر إلى المسائل الأخلاقية والقانونية والفنية لهذه الأدوات”.
وعن خطورة استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب، بين “كامبل”، أن “الذكاء الاصطناعي أداة وهناك طرق لاستخدامه لأهداف جيدة، وهناك أيضا استخدامات جدلية له، ومن المهم أن تكون هناك عناية باستخدامه في جمع البيانات فضلا عن تدريب الأنظمة التي تستخدمه”.
وبدعم أمريكي، يشن الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حرباً على غزة، خلّفت أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تُواصل دولة الاحتلال الصهيوني هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.