أكدت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية أن اقتحام نحو 241 مستعمِرًا متطرفًا لباحات المسجد الأقصى المبارك، اليوم الاثنين، وأداءهم طقوسًا تلمودية استفزازية، من بينها ما يُعرف بـ“السجود الملحمي”، في اليوم الثامن والأخير من “عيد الأنوار العبري”، يمثّل مرحلة متقدمة من التصعيد الديني–السياسي المنظّم، الذي تتبناه سلطات الاحتلال وتوفر له الحماية الرسمية.
وشددت الدائرة، في بيان صحفي، على أن هذه الاقتحامات لا يمكن اعتبارها أحداثًا عابرة أو ممارسات فردية، بل تندرج ضمن مسار مبرمج يهدف إلى تحويل المسجد الأقصى إلى ساحة لممارسة شعائر يهودية تحت مظلة أمنية رسمية، بما يقوّض الوضع التاريخي والقانوني القائم، ويفرض وقائع جديدة على الأرض تمهيدًا لتكريس تقسيم زماني ومكاني للحرم القدسي الشريف.
وأوضحت أن تكثيف الاقتحامات خلال الأيام الثمانية الماضية، بالتزامن مع دعوات علنية من جماعات استيطانية لتنظيم مسيرات استفزازية في البلدة القديمة، يعكس تلاقي الأجندة الدينية المتطرفة مع القرارين السياسي والأمني في دولة الاحتلال، ويكشف عن محاولة متعمدة لنقل الصراع إلى مربع ديني مفتوح، بما يحمله ذلك من مخاطر جسيمة على أمن واستقرار القدس والمنطقة بأسرها.
وحذّرت دائرة شؤون القدس من أن تطبيع “السجود العلني” داخل المسجد الأقصى، تحت حماية شرطة الاحتلال، يشكّل كسرًا للحاجز الرمزي والشرعي الذي حال دون الانزلاق إلى صدام شامل، مؤكدة أن الإصرار على هذا النهج سيفضي إلى تداعيات لا يمكن احتواؤها، ويضع المدينة المقدسة على حافة انفجار تتحمّل سلطات الاحتلال كامل المسؤولية عنه.
ودعت الدائرة المجتمع الدولي، ولا سيما الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى تحرك عاجل وفاعل لوقف هذا الانحدار الخطير، واتخاذ إجراءات عملية تضمن حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، ويلزم العدو باحترام التزاماتها كقوة احتلال وفقًا للقانون الدولي.




