بدأت دولة قطر اليوم الخميس في تقديم إمدادات معتمدة من الغاز الطبيعي إلى سوريا عبر الأردن في خطوة تهدف إلى معالجة النقص الحاد في إنتاج الكهرباء وتحسين أداء البنية التحتية في هذا البلد، تنفيذاً لتوجيهات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وتأتي هذه المبادرة في إطار توقيع اتفاقية بين صندوق قطر للتنمية ووزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذي سيتولّى الإشراف على الجوانب التنفيذية للمشروع، وفق وكالة الأنباء القطرية.
وأوضح صندوق قطر للتنمية، في بيان، أن الإمدادات القطرية ستتيح توليد ما يصل إلى 400 ميغاواط من الكهرباء يومياً في المرحلة الأولى، على أن ترتفع القدرة الإنتاجية تدريجيا في محطة “دير علي” بسوريا، مضيفاً أنّه سيتم توزيع الكهرباء على مناطق سورية عدّة من بينها العاصمة دمشق وريفها والسويداء ودرعا والقنيطرة وحمص وحماة وطرطوس واللاذقية وحلب ودير الزور، ما سيسهم في تحسين الخدمات الأساسية وتعزيز استقرار المجتمعات المتضررة.
وفي سياق متصل، أكّد المدير العام لصندوق قطر للتنمية فهد بن حمد السليطي أهمية هذا التعاون في دعم التنمية المستدامة وتعزيز التضامن الإقليمي، قائلاً “تمثّل هذه المبادرة خطوة محورية نحو تلبية احتياجات الشعب السوري من الطاقة وتعكس التزاماً مشتركاً بين جميع الأطراف للعمل معاً من أجل مصلحة المنطقة”.
وأبرز مواصلة دولة قطر، من خلال الصندوق، دعم الأشقاء السوريين والاستجابة لاحتياجاتهم العاجلة، وتعزيز صمودهم لبناء مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا.
وتجسد هذه المبادرة التزام دولة قطر الراسخ بدعم الشعب السوري في مختلف المجالات الإنسانية والإغاثية، والمساهمة في جهود التعافي وإعادة الإعمار، بما يضمن وصول الخدمات الأساسية وتحقيق مستقبل أكثر أمانا واستدامة للجميع.
في وقت سابق، أعلنت 3 مصادر مطلعة أن قطر ستبدأ تزويد سوريا بالغاز عبر الأردن لتعزيز إمدادات الطاقة الهزيلة في سوريا، وذلك في خطوة قال مسؤول أميركي أنها تحظى بموافقة من واشنطن.
وسيكون هذا الدعم الملموس الأكثر أهمية للإدارة الجديدة في دمشق من جانب قطر، أحد أشد المعارضين في المنطقة للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وأقوى الداعمين للمعارضة التي أطاحت به قبل أن تتولّى السلطة.
وقال مسؤول أميركي إن صفقة الغاز حصلت على موافقة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من دون أن يوضح كيف تم التواصل بهذا الشأن.
ويشير الضوء الأخضر والجهود المبذولة لتشجيع التوصّل إلى اتفاق بين القوات الكردية في شمال سوريا وبين دمشق إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تضطلع بدور نشط في سوريا، على الرغم من أن تحرّكات واشنطن تجاه تخفيف العقوبات على سوريا أكثر حذراً من الدول الأوروبية.
وقال مصدران إن الغاز سيتم نقله من الأردن عبر خط أنابيب إلى محطة كهرباء دير علي في جنوب سوريا، حيث يمكن أن يعزّز إمدادات الكهرباء بما يصل إلى 400 ميغاوات.
وقال مسؤولان أردنيان إنّهما لا يعلمان بوصول الغاز القطري بالسفن خلال الأيام المقبلة. ولفت مسؤول آخر إلى أنه من الممكن توريد الغاز بتمويل قطري.
تعاني سوريا من نقص حاد في الكهرباء وما تقدمه الدولة منها لا يكون متاحاً إلا لساعتين أو ثلاث في اليوم في أغلب المناطق. والضرر الذي لحق بشبكة الكهرباء يعني أن توليد الكهرباء وتزويد السكان بالمزيد منها هو جزء فحسب من المشكلة.
فقد اعتادت دمشق على تلقي أغلب النفط المخصص لتوليد الكهرباء من إيران لكن الإمدادات انقطعت منذ الإطاحة ببشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر على يد جماعات من المعارضة المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام.
وتعهّدت الحكومة الانتقالية بزيادة إمدادات الكهرباء بسرعة بطرق منها الاستيراد من الأردن واستخدام محطات توليد كهرباء عائمة لم تصل بعد.
وقال دبلوماسي غربي مطّلع على الخطة المتعلقة بإمدادات الغاز إن ذلك يأتي في إطار جهود تبذلها الدوحة لمتابعة الدعم السياسي من دول خليج عربية منها السعودية وقطر بدعم مادي ملموس لتعزيز موقف الحكام الجدد لسوريا.
وأضاف الدبلوماسي “إنّهم حريصون للغاية على منح شيء ما في النهاية حتى إن لم يصنع فرقاً ضخماً”.